كلنا مدينون بأرواحنا لتلك الهامات التي عانقت بشموخها وتضحياتها ودمائها الشمس.. هذا ما يردده السوريون الاوفياء مع بزوغ كل فجر أبيض مكلل بالغار والياسمين وقد ملأت زقزقة العصافير الأفق الذي يروي حكايا البطولة والفداء والعطاء الذي لا ينتهي.
ومن بعيد ترنو إلينا أرواح الشهداء وقد حفتنا بالطمأنينة بعد أن ارتقت الى باريها مطمئنة راضية وقد وفت بوعودها وعهودها كرمى لهذا الشعب والوطن والأرض التي ارتوت من تلك الدماء الزكية الطاهرة التي أثمرت شموخاً وعنفواناً وإصرارا على الحياة والشهادة والتضحية.
تحرك فينا الذكرى الكثير الكثير، وتؤجج فينا المشاعر التي لم تركن لحظة واحدة، والأكثر من ذلك أنها تفجر ما بدواخلنا من تلك الينابيع التي لا تزال تقبع عميقا في حنايا القلوب والذاكرة، ليعم الخير والعطاء كل جوارح النفس والروح التي ما فتئت تحتضن الشهيد بعباءة المجد والخلود.
في الحديث عن أبطال الجيش العربي السوري في ذكرى تأسيس هذا الجيش البطل تقف الحروف عاجزة عن التعبير والوصف وقد تجاوزت بطولات قواتنا المسلحة حدود الاعجاز والمستحيل وهو يقدم أغلى ما يملك ليبقى هذا الوطن شامخا وعزيزا وحرا وكريما.
مع إطلالة كل صباح تطالعنا ملاحم البطولة والتضحية والفداء التي لا يزال يسطرها جيشنا الباسل في معركته ضد وحوش الإرهاب التي تقاطرت عليه من شتى أصقاع الأرض وذلك من اجل عزة هذا الشعب وكرامته وحريته، و من أجل الحفاظ على سيادة هذا الوطن واستقلاله.
في صبيحة الأول من آب لا تشرق الشمس إلا وقد غزلت خيوطها رسائل شكر ووفاء لأبطال جيشنا الباسل الذي يثبت للعالم أجمع أنه لايزال بعد نحو ثماني سنوات أقوى وأصلب وأكثر عزيمة على تحرير كل شبر من تراب هذا الوطن من رجس الإرهابيين ومن نجس المحتلين والغزاة والطامعين والواهمين والحالمين.
قلوبنا معكم وأرواحنا فداؤكم كما هي أرواحكم فداء لنا ، وكلنا مدينون لكم بأغلى وأزكى ما نملك .. حماكم الله وهاهي حناجرنا لا تكف عن الصداح بالدعاء لكم.
فردوس دياب
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039