بتضحياتكم يزدهر الوطن وتنتصر الإرادة ، تشرقون في النفوس والقلوب كما تشرق شمس الحقيقة على صباحات الكون .. تقسمون وعدا لم تخذلوه يوما.. تزرعون أملا كاد ان يغادر شغاف الروح..تمنحون دفئا بعدما حاول صقيع الغدر أن يصدره بأثواب جليدية على عكس طبيعة الجسد السوري.. يامن أبعدتم وتبعدون عنا كل لحظة خوفا وقلقا كاد يحاصرنا من كل الاتجاهات ليغرز أنيابه الوهمية والحقيقية في أضلاعنا الغضة والقاسية .. إلا أنكم لم تتركوا لهذه الوحوش مسافة بقاء رغم كل محاولات الاستطالة المتعرجة والهاربة خلسة وخداعا بأدوات مجرمة متعددة الشرور والجنسيات .. ياحراس الفجر وكل وقت من عمر الزمن السوري المضيء ، لقد أعدتم للنفوس الحائرة الحزينة توازنها بعدما خطف منها الكثير من أحلامها وطموحاتها.. ياأبناء قواتنا المسلحة ، يا أبطال جيشنا العقائدي الباسل ،منذ حضوركم وتكوينكم وتأسيس مجدكم ..اليوم يستأذن الكلام بعض الجلال من سيد الصمت ليعلن بدء الاحتفال بمناسبة هي الأغلى في ذاكرة الوطن ،إنه الأول من آب الشاهد على مرور٧٣ شمعة ومناره أضاءت أيام وليالي سورية الغالية بلا حدود.. مناسبة نشارك فيها أبطالنا ذكرى الاحتفال .. فيما هم يصنعون في الميدان كل ساعة مناسبة ممهورة بالدماء الزكية الطاهرة لانتصار الوطن ، لعزه وبقائه ومستقبل أبنائه وأجياله .. أبطال الجيش العربي السوري رواد الكرامة والكبرياء كتبتم تاريخ سورية الحديث على جبال من المجد وبحار من العطاء ، رسمتم واقعا من اليقين والثبات غير قابل للتشويه والتشويش..واقع حقيقي من الصدق والوفاء لاينكره إلا الخانعون ،الحاقدون. عيدكم ميلاد يتجدد ،وعلى وقع شموعه تتقد معاني البذل والعطاء ..كنتم ومازلتم وستبقون ..النقطة الاساس ، والحرف الركيزة، في خريطة الحياة و الجغرافيا الوطنية.. الأول من آب ذكرى تأسيس،وتوثيق وتدوين لجيش عربي سوري أصيل خاض مختلف معارك الحياة في السلم والحرب وكان الأقدر على الفوز بلقب «حماة الديار عليكم سلام» ، فمن كل بيت كان حضوركم ومن كل الدروب كان عبوركم.. ذللتم الصعاب وكنتم للأمانة خير وديعة .. لم يجاريكم أحد في الكرم ولم يدانيكم أحد في التضحية،أعدتم للبنان هويته الوطنية في ثمانينات القرن الماضي يوم خضتم بكل شجاعة أعتى الحروب المفترسة مع العدو الإسرائيلي الغاصب،وعوضتم ما خسره العرب كل العرب في حرب حزيران ١٩٦٧..ليعلو الانتصار في حرب تشرين التحريرية التي خطط لها وقادها مع جنوده وضباطه وصف ضباطه القائد المؤسس الرئيس الخالد حافظ الأسد ،فكان لتشرين التحرير ولادة تصحيح ومجد وبناء وعمران وتنمية شاملة على جميع المستويات ، العسكرية والدبلوماسية والسياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية وغيرها، ولأن الحق يحتاج إلى قوة وشجاعة وإقدام ، فإن أحدا في هذا الكون لم يصل إلى مستوى تضحياتكم ونبلكم وأنتم تخوضون على مدى ثماني سنوات أشرس أنواع الحروب العدوانية التي أجر لها الاستعمار بدوله وأشكاله كل مجرمي وعملاء ومرتزقة وخونة العالم ، لكن حرابكم العالية ونفوسكم الأبية ،أبت ان تسمح للطغاة المرور كما يحلو لها .. ان الشعب العربي السوري بجيشه وقائده السيد الرئيس بشار الأسد هم اليوم اسطورة وطن و حكاية أمة لم تركع قدمت مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وحولت زفاف أبنائها الشهداء إلى أعراس تليق بحب الوطن ..إننا نعشق التراب الذي تطهر بدمائكم .. وتبارك بلونكم واسمكم ..
كل عام وخطواتكم عنوان حياة..
غصون سليمان
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039