كتاب «مشكلات الأدب الطفلي» الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، ترجمته عن البرازيلية الأديبة والمربية مها عرنوق بينت فيه أهم المعايير التي يجب أن يتقيد بها كتّاب أدب الطفل في الندوة التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره بدمشق وأدار الندوة محمد الحوراني.
تقول الكاتبة: لابد أن نرتقي بسوية الكتابة للطفل، فبدل أن ننزل إليه علينا أن ننهض بفكره وعقله ونحترم طفولته وأحلامه، فالكتابة للأطفال ليست اختزالا لأدب الكبار بل هو أدب مستقل بذاته له مقوماته وأسسه والأهم من كل ذلك الطفل هو البطل ومحور الحدث والقصة، وفي ذلك لابد من مراعاة المرحل العمرية أولا ومن ثم الأخذ بعين الاعتبار المعايير النفسية والتربوية والفنية التي تصور أفكارا وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال.
وأكدت عرنوق أنه لابد لأدب الأطفال أن يعكس الواقع الذي يعيشونه مع تبني القيم المحلية مع توضيح الجانب الإنساني ليحمل الهوية السورية والأصالة والمعاصرة.
ومن الهام أيضا أن يكون الكاتب متخصصا بالكتابة لهم، فالكتاب هو جواز سفر إلى التربية والمعرفة، وهذا بالطبع لايمنع من الاطلاع على الآداب الأجنبية عن طريق الترجمة شرط تطويعها بما يتلاءم مع ثقافتنا وقيمنا.
مسؤولية وواجب
وتحت عنوان «كيف نعد كتابا طفليا، أين البطل» سلط رامز حاج حسين الضوء على أهمية الكتاب وضرورة طرح مشكلات الأدب الطفلي شديدة التشعب وبما يعترضه من إشكالات, يقول: لقد استوقفني في الكتاب نقطتان أساسيتان، الأولى كيف نعد كتابا للطفل، وأين البطل، وهو من أخطر الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها بكل صدق وخصوصا مع كتاب أدب الطفل والمتصدين للمنتج الثقافي الخاص به «أدبا وفنا وإنتاجا»، لأن عملية إعداد كتاب للطفل سهلة ممتنعة، سهلة لمن يمتلك الأدوات والقدرة الواعية الحصيفة على فهم محيطه ولغته وأدواته الأدبية، والنتيجة التي نخلص إليها أن كتاب الطفل هو عمل أدبي وعلينا ألا نسمح بأن يقبل الأطفال على الأعمال التي لاقيمة لها، لأننا لانريد أن يضيعوا وقتهم أو تفسد ذائقتهم.
ودور أدب الطفل أن يعيد إنتاج ماهو نبيل وأصيل وأخلاقي، لأن أدب الأطفال هو أعظم المربين لأطفالنا، بناة مستقبل الوطن.
الكتاب المؤثر
وعن مشكلات الأدب الطفلي، والكتاب الذي يفضله الطفل، بين قحطان بيرقدار أن الكاتبة استطاعت بأسلوبها المكثف والمتقن استعراض الكثير من القضايا المهمة التي تتعلق بالأدب الطفلي، بدءا من مشكلات الأدب الطفلي ومواصفات الكتاب الذي يفضله الطفل، مرورا بمظاهر الأدب الطفلي والتمييز بين كتاب الطفل وغيره، وجاء هذا الاستعراض بحسب بيرقدار عبر إلماحات مكثفة ذات مغزى، وعبر طرح أسئلة مهمة في بابها، و لفت النظر السريع والهادف إلى قضايا مهمة جدا، من خلال شد الانتباه وإثارة الفضول وتحفيز الذهن والوجدان، وفي ذلك دعوة لإعادة النظر في واقع أدب الطفل الراهن وحصر المشكلات القائمة، والبحث عن حلول لها عبر ربط الماضي بالحاضر والمواءمة بينهما في سبيل الوصول إلى واقع أفضل.
وعن الكتاب الذي يفضله الطفل يقول: إن الكتاب الذي يفضله الطفل هو ذلك الكتاب الذي يؤثر فيه أبلغ تأثير، فيحيا معه في كل مراحل عمره، مستحضرا تفاصيله من مشاهد وشخصيات وقيم، ومن هنا يظهر مفهوم الأدب الطفلي بأنه ليس تسلية بل غذاء، ويتجلى ذلك في كل ماألف للأطفال من كتب خالدة تعاقبت من قرن إلى قرن ومن وطن إلى وطن وأحبها الأطفال وتآلفوا معها بكل تفاصيلها.
فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الجمعة 2-8-2019
الرقم: 17040