نكتب عنكم كي نُسكَّن الألم، نكتب عنكم لأننا أدمنا على ذكراكم، أنتم الأحرار الذين لا نزال لولاكم، كيف لا نقرأ أبجدية بندقية، وهل ننسى كيف نسجتم جسد وطن وأعلام حرية، تعلن للأبدية إن الله اصطفاكم؟
قلتها وأقولها لكم: أنتم من تقمصتم وجه الشمس كي لا تعلنوا الغروب، بالله نسألكم: من قال إن مداد قلوبكم لا تكتب إلا بالدم، من قال إن عواطفكم لا يخطها يراع شاعر وريشة رسام وأنتم استأصلتم بحروفكم الجيّاشة شأفة الخوف والألم؟ فصغتم أناشيد الوغى على أرض الحرب الضروس، وقصائد مخضبة على منابر العظماء لعشيقتكم «سورية» حتى تدفقت جوارحكم وفاضت خواطركم في قافية الوجود، فكنتم قلب وطن، ونبض شرف وإخلاص.
لا ينام الحر فيكم، ولا تسهو عين الله عن مآقيكم، راهنتم على الحق حتى أظهرتموه، فكنتم أهلا له، في عيدكم سلام الله عليكم، سلام يصحبه نصر مبين، وطيفكم الجبّار يقض مضجع الأعداء.
نكتب عنكم يا سياج الوطن المنيع الذي عرّش عليه ياسمينٌ دمشقي، يشهد بأنكم تفوحون كبخور في كل الأرجاء، تحوطون الأرض تحرسونها بأرواحكم، فمن نحن أمامكم أيها الأشاوس؟ أنتم مشاريع شهادة، دروب فضيلة وعزة ووقار؟ لا تستسلم أجسادكم للهيب الشمس وسحاب البرد، لا يبكيكم ما يبكينا، من توافه الأمور.
في عيدكم نقبّل هاماتكم الغرة، فأنتم العروة الوثقى لبلدنا الآمن المحنى بأطهر الدماء وأشرفها، البلد الآمن العصيّ على العدو الذي جاهد مراراً وتكراراً لاستنزافه فتكبد الخسائر والهزائم منذ أن أعلن التاريخ ولادة مشرقه، في كل عام في مثل هذا اليوم، يحلق النسر السوري حراً فارداً جناحيه يحرس سماءه وأرضه الأبية، يطوف كعبة دمشق وينثر فيها ريحانة السلام، أبى أن يكون موطنه موطن الغربان، أيها الجيش العظيم كن بخير كي نبقى بأمان وكي تبقى الشآم.
رنا بدري سلوم
التاريخ: الجمعة 2-8-2019
الرقم: 17040