بورصة التفاوض

 التفاوض الكلمة الفضفاضة في السياسة الأمريكية، هي الوقت المستقطع بين حربين تقوم بها على دولة هنا وأخرى هناك، ثم تتركها لنيران تأكل فيها الأخضر واليابس، وتطحن رحاها عظام الأطفال الأبرياء بلا شفقة وقد انتزعت الرحمة من قلوب القتلة
دامت طاولة التفاوض في أخذ وجذب، بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي الإيراني أحد عشر عاماً وثمانية عشر شهراً شاقة مع مجموعة 5+1 حتى وقّع في 2 نيسان 2015.. كم حرباً شنتها أميركا في هذه السنوات..
حرب أميركا بالأصالة في أفغانستان، بدأت بعد أحداث 11 أيلول، وأُرِّخ غزوها لها في 7 تشرين الأول 2001، بعد أن أشعلت فتنة حرب أهلية منذ عام 1989 أُنهِكت فيها أفغانستان، وكانت من الدول المتقدمة نووياً، ثم تدخل الناتو عام 2003
حتى اليوم لم تنسحب منها القوات الأميركية البالغ عددها 14 ألف جندي أميركي، أعلن ترامب أنه سيسحب قواته، في حال توصل تفاوضه مع طالبان لاتفاق سلام ينهي الحرب التي دامت 17 عاماً، عادت بأفغانستان إلى ما قبل العصور الوسطى.
غزت أميركا العراق بكذبة السلاح الكيماوي، لأنها شعرت بأن جيشها قوي في المنطقة، رغم زجها في حرب مجنونة مع الجمهورية الإيرانية بعد نهاية امبراطورية الشاه بوابتها في المنطقة، وتوريطها في غزو الكويت واستعدائها بذلك الأمة العربية
غزت العراق ولما تنته من حربها في أفغانستان، قاصمة الظهر كانت في الكذبة الكبيرة التي روجت لها؛ بأن معركة المطار هي التي تقضي على الجيش العراقي، كانت حرباً أكثر من نفسية فككت خلال ساعات الجيش الذي كانت تحسب له حساباً.
غزوٌ جعل العراق تنوس في فراغ سياسي وعسكري، فتحت أميركا بوش كل مخازن أسلحتها وجربت كل جديد من قذائفها وقنابلها، ضاعت العراق في متاهة الطائفية والإثنية وما زال السقم السياسي المزمن يضاجع حياة أهلها، والخليج يسدد فواتيرها.
دول الخليج والسعودية البقرة الحلوب كما دعاها ترامب، الوحيد الذي صرح باسمها المتداول في بهو البيت الأبيض علناً، كلها منحت أميركا (شيكاً) مفتوحاً ثمناً للسلاح الذي تقتل به الشعب الليبي والسوري، والسلاح الذي ترسله لبني وهاب لتدمير اليمن
الكونغرس الأميركي أعلن غير مرة أن حرب أميركا على سورية غير قانونية وفق الدستور الأميركي، وإن كان غطاؤها مقاتلة داعش، ذراع القاعدة الإرهابية، وأنها مقامرة مشؤومة ومتهورة، وكذبة أنها لحماية الشعب السوري، هو تمييع للمفاهيم.
نصبت أميركا طاولة جنيف للمفاوضات في بداية الأزمة في سورية، طاولة كانت بورصة للتفاوض على إنهاء الدولة السورية، (بإيهام) الدفاع عن الشعب الذي حاولت شيطنته ضد دولته، لكن هذا الشعب كان أذكى من أن يقع في الشرك المنصوب له.
دخل ترامب البيت الأبيض ليلغي اتفاقيات بأعمار مختلفة، بدأها بالملف النووي الإيراني، ثم يطلب مفاوضات مرة مع روسيا وأخرى مع إيران وثالثة مع الصين وكوريا، ومع الجميع يسعى لمفاوضات يريدها بورصة يربح بها رجل الأرقام أرقاماً.
اليوم يقامر بذراع أردوغان على إدلب وجزيرة الفرات، وضع قسد و (إف 35) ودعم الإرهابيين في إدلب والحدود مع تركيا جميعاً في بورصة مصالِحِهِ، علّه على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب على سورية يحظى بما لم يستطع كسبه عن طريق عملائه فيها.
لن ينال أردوغان ولا ترامب، ولا أي ممن يحلم بأخذ مكسب في سورية، أو تحقيق حلم، ينافي إرادة الشعب السوري وجيشه البطل، هي تضحياتٍ غالية الثمن هان علينا تقديمها لأجل حرية وسيادة سورية، لم يبقَ من أحد إلا وكَلَمَتْهُ هذه الحرب الملعونة.
هل يظن المغرضون والعملاء، والخونة والتبّع والأعداء، مهما كانت قوتهم، أنهم يضعفون إرادة شعبٍ وعزيمة جيشٍ، وقوة أمهات حملن نعوش أبنائهن، ببساطة تقول أفواه أحرار الوطن؛ رغم الحيتان الذين يتكاثرون فيه، أحلامكم أحلام العصافير.

شهناز صبحي فاكوش
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال