بخطوة مفاجئة وبلا سابق إنذار، أو ما قد يشير إلى ذلك أضحى المشهد السياسي الإيطالي في حالة من الغموض بعد وقوع انهيارات وخلافات ستأخذ وقتاً ليس بقصير لحلها، وما لذلك من تداعيات على الداخل الإيطالي.
جاء ذلك بعد أن قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي، وزير الداخلية، ماتيو سالفيني أول أمس: إن تجاوز الخلافات داخل الائتلاف الحكومي لم يعد ممكنا، داعياً إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة.
سالفيني، وهو زعيم حزب رابطة الشمال اليمينية قال: إنه أكد لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي أن ائتلاف «الرابطة» مع حركة «خمس نجوم» انهار، وعلينا ألا نتمهل في إعادة الاختيار إلى الناخبين، مبيناً أن البرلمان قد يعقد جلسة الأسبوع القادم لاتخاذ الخطوات الإجرائية اللازمة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالي السابق رئيس الحزب الديمقراطي المعارض، باولو جينتيلوني: إن الائتلاف بين «رابطة الشمال» و»خمس نجوم» لم يعد موجودا.
وتعليقا على الأزمة الراهنة بين قطبي الائتلاف الحاكم، أوضح في تغريدة على «تويتر» أن حكومة الائتلاف الأصفر – الأخضر لم تعد موجودة.. وقال: لحسن الحظ لدينا رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا حسب تعبيره.
وكان الأمين العام للحزب نيكولا زينغارتي قد دعا كونتي إلى تقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية، وقال في تصريحات سابقة: لقد أظهرت جلسة مجلس الشيوخ – الأربعاء الماضي- بوضوح تام أن الحكومة لم تعد لديها أغلبية.. إن سكة القطارات (تورينو – ليون) ليس مجرد بنية تحتية أساسية مفيدة لتنمية البلد، لكنها أيضا ابنة اتفاقيات ومعاهدات دولية، لا يمكن أن تفشل حكومة في الحصول على الأغلبية بشأن سياستها الخارجية، وهذه الحكومة لا تملكها.
وسط هذه الفوضى التي خلفها هذا الانهيار، ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن الرابطة تريد أن تنظم الانتخابات التشريعية في النصف الثاني من تشرين الأول القادم وتحديدا أيام الآحاد الواقعة في 13 و20 و27.
وحول ذلك فإنه مهما كان التاريخ ستكون الرابطة في موقع قوة مع استطلاعات للرأي تشير إلى حصولها على 36 إلى 38% من الأصوات وحتى أكثر ما يسمح لها بالحكم منفردة أو بدعم حزب «فراتيلي ديتاليا» من اليمين المتطرف، فيما يبقى حزب 5 نجوم بعيدا مع 17% من الأصوات.
لكن يبقى الموقف الغامض حتى الآن هو رد فعل الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا الذي يتمتع وحده بصلاحية حل البرلمان بعد مشاورات مع رئيسي المجلسين والقادة السياسيين الرئيسيين قبل الدعوة إلى اقتراع.
وماتاريلا يعارض تنظيم انتخابات في الخريف إذ ان أيلول وتشرين الأول هي الفترة التي يتوجب على الحكومة تحضير موازنة السنة المقبلة وبحثها مع بروكسل وعرضها على البرلمان للمصادقة عليها.
وحكومة منتهية ولايتها تقوم فقط بتصريف الأعمال لن يكون لديها المصداقية اللازمة للتفاوض مع بروكسل وهذا الوضع قد يلحق الضرر بإيطاليا في الأسواق.
وبحسب وكالة الإعلام الإيطالية قد يجتمع مجلس الشيوخ في 20 آب الحالي لأخذ علم بانهيار الاتئلاف الحكومي وقد يتم حل البرلمان بعد أيام، وبحسب الدستور الإيطالي سيتم الدعوة لتنظيم انتخابات جديدة خلال مهلة 50 إلى 70 يوما.
وكالات – الثورة:
التاريخ: السبت 10-8-2019
الرقم: 17046