ترقد العلاقة الأميركية – التركية على حدود الوهم الذي سوف يتبدد قريباً، عندما تقرر دمشق أن ساعة الحسم قد حانت، ولا سيما مع إصرار النظام التركي على ممارسة سياسة المماطلة والخداع وشراء الوقت بما يحاكي طموحاته وأوهامه الاستعمارية.
في الحديث عن الاتفاق الأميركي – التركي المزعوم على إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، تحضر التراجيديا بشكل واضح على طاولة التشخيص والتحليل، حيث نهايات الإرهاب الحزينة تحاكي البدايات فيما أطراف الإرهاب وداعموه ما زالوا يراهنون على الوهم لتحقيق أطماعهم وأهدافهم الاحتلالية.
كل ما يجري على الأرض سواء بشقه الميداني أم بشقه السياسي، ليس إلا جزءاً من إرهاصات اللحظة التي يتسارع فيها خطى منظومة الإرهاب نحو تحقيق مكاسب حقيقية تضمن للطرفين البقاء المؤثر على المسرح الإقليمي والدولي.
بكل تأكيد إن الأمور وصلت إلى لحظة الانكشاف التام، وبالتالي فإن على أطراف الإرهاب، خصوصاً الولايات المتحدة والنظام التركي مواجهة الحقيقة ومقاربة الواقع بشكل مسؤول ومنطقي، فالواقع بقواعده ومعادلاته المتجذرة في عمق المشهد بات أكبر من كل محاولات العبث بعناوينه، ولا سيما مع تصدع وانهيار المشروع الأميركي في سورية على وجه الخصوص.
المشهد بمقاربة دمشق، يبدو مفتوحاً على كل الاحتمالات والخيارات بما فيها تلك الحاسمة التي تقطع الطريق على سياسات ومشاريع الابتزاز والاستثمار في المساحات التي تخلفها المتغيرات والتحولات الكبرى، في ظل القرار السوري الواضح بحسم كل الملفات العالقة في التوقيت المناسب، وهذا يعني كما قلنا أكثر من مرة أن المرحلة قد وصلت إلى لحظة الحسم التي تفرض استحقاقاتها على الأرض بغض النظر عن الارتدادات والتداعيات المتوقعة.
فؤاد الوادي
التاريخ: السبت 10-8-2019
الرقم: 17046