ليست هي المرة الأولى التي نتناول فيها ضرورة الاهتمام بالمجتمع المحلي في أريافنا والعنصر الأكثر تأثيراً وفاعلية فيه ونقصد هنا المرأة وذلك عبر دعمه وتوفير السبل الكفيلة بتنميته وتحسين مستوى دخل أسره من خلال مشاريع خاصة صغيرة ومتوسطة.
ومطالبتنا المستمرة بإقامة مثل هذه المشاريع وتسهيل تنفيذها على أرض الواقع للأشخاص القائمين عليها تنبع من الفوائد الجمة الناتجة عنها سواء للمرأة الريفية أم أسرتها وصولاً للمجتمع المحيط خاصة إذا ما ارتبطت بعوامل دعم تساعد على نجاحها ومنها التدريب والتأهيل وتقديم قروض ميسرة وبفوائد مدروسة.
وخلال السنوات السابقة سعت الجهات المعنية وعدد من المنظمات والفعاليات الأهلية للاضطلاع بدورها المطلوب بهذا المجال وعقدت لهذا الغرض الندوات والمؤتمرات ومنحت قروضا ساهمت دون شك في مساعدة أسر عديدة ولكنها كانت تفتقد دائماً لأهم مرحلة بهذا الطريق والتي تتمثل في المتابعة للأفراد المستهدفين بالمشاريع لجهة التحقق من تنفيذ مشاريعهم ومساعدتهم في تسويق إنتاجهم والأهم التقييم الدوري لفعالية وجدوى هذا التوجه.
وزادت الأزمة وتداعيات الحرب من صعوبات الوصول للشرائح المستهدفة ومنح المزيد من القروض لإقامة مشاريع تنموية خاصة في القطاع الزراعي، لذلك فإن أي نشاط أو توجه يعيد ويدعم تنفيذ المزيد من مشاريع تحسين الدخل للأسر الريفية وغيرها سيشكل خطوة مهمة ومطلوبة في هذا الطريق الطويل.
من هنا تبرز أهمية زيادة عدد معارض منتجات المرأة الريفية والمتوسطة لتلقي الضوء على أهمية المنتجات الزراعية المحضرة في غالبيتها منزلياً، وفتح قنوات تسويقية لها داخلياً وخارجياً من خلال تسهيل التواصل بين المنتجين والصناعيين والمصدرين، وبالتالي تحسين دخل الأسرة والمرأة الريفية وأصحاب المنشآت الصغيرة.
ومن المهم أن تقوم جهات أخرى ذات علاقة بمتابعة مثل هذه المعارض والتواصل مع المشاركين لدعم منتجاتهم خاصة في المرحلة التسويقية، إضافة لضرورة توسيع الخارطة الجغرافية للمعارض لتشمل مدنا ومناطق أخرى.
هناء ديب
التاريخ: الأثنين 12-8-2019
رقم العدد : 17048