دليل على أنها عملت مسبقاً على تقويض معاهدة الصواريخ…موسكو وبكين: الاختبار الصاروخي الأميركي يكشف نيات واشنطن الحقيقية
على خلفية الانتهاك الأميركي الواضح لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، والبدء بإطلاقها صواريخ محظورة، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الكرملين يعتبر إطلاق واشنطن صاروخا محظورا بموجب اتفاقية الحد من الأسلحة النووية دليلا على أن الأميركيين كانوا يعملون أصلاً على تقويض المعاهدة.
وأضاف بيسكون للصحفيين أمس: بالنسبة لاختبار أميركا صاروخا غير نووي، في الواقع وصلت هذه الأخبار في وقت مبكر أمس الأول أثناء لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأشار بوتين حينها إلى أن مثل هذه الاختبارات أظهرت مرة أخرى أن الأميركيين منذ البداية كانوا يعملون على تقويض معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وأن الأميركيين كانوا يستعدون لها من البداية.
وأضاف بيسكوف هذا يشهد مرة أخرى على أن الولايات المتحدة هي التي أدت من خلال أفعالها إلى انهيار معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
في الاثناء أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجدداً أمس أن الولايات المتحدة أعدت التجارب الصاروخية التي نفذتها مؤخراً قبل وقت طويل من انتهاء معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ما شكل انتهاكاً لمعايير المعاهدة.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن لافروف قوله خلال افتتاح المعرض التاريخي الوثائقي «1939 بداية الحرب العالمية الثانية»: قام الأميركيون بإعداد التجارب الصاروخية منذ مدة طويلة قبل الثاني من آب موعد انسحاب واشنطن الرسمي من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وأوضح لافروف أن هذا الأمر كان معروفاً منذ شهر تشرين الأول عندما جاء جون بولتون وقال لنا إن تصريحات ترامب عن ضرورة الانسحاب من هذه المعاهدة ليست دعوة للحوار بل قرار نهائي، وعلى ما يبدو في ذلك الوقت وربما حتى قبل ذلك بدؤوا في إعداد التجارب التي قاموا بها في انتهاك للمعايير التي كانت تدخل في إطار معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
من جانبه أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخايل أوليانوف أن الدول الغربية لا تملك الإرادة السياسية لمعالجة قضية منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي.
وقال أوليانوف في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: للأسف يجب الاعتراف بأن الدول الغربية ليس لديها الإرادة السياسية للمشاركة في منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي، ولا يبدو أنهم يهتمون حقًا بالاحتمال الحقيقي لتحويل الفضاء الخارجي إلى ساحة مواجهة عسكرية.
وأوضح أن الإجراء الأكثر موثوقية لمنع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي هو وضع اتفاق دولي مناسب، مشيراً إلى أن روسيا والصين قدمتا في عام 2007 خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف مشروع معاهدة حول منع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، لكن الدول الغربية ترفض رفضًا قاطعًا مشروع المعاهدة وفكرة المفاوضات ذاتها.
وفي السياق ذاته انتقدت بكين اختبار الولايات المتحدة الصاروخي الأخير، معتبرة أن هذه الخطوة تكشف النيات الحقيقية وراء انسحاب واشنطن من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ أمس: لم تمض ثلاثة أسابيع على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ، حتى أعلنت عن اختبار صاروخ كان محظورا بموجب المعاهدة، هذا يؤكد تماما الأهداف الحقيقية لانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، والمتمثلة في التحرر من أي قيود، والتطوير الحر للصواريخ المتقدمة والرغبة في تحقيق التفوق العسكري.
وحذرت الخارجية الصينية من أن الاختبار الأميركي سيطلق سباق تسلح جديد وسيؤثر سلبا على الأمن الدولي.
وأعلنت وزارة الحرب الأميركية «البنتاغون» أمس الاثنين أنها اختبرت صاروخ كروز تقليديا يُطلق من الأرض وإنه نجح في إصابة هدفه بعدما قطع مسافة تجاوزت 500 كيلومتر، وذلك في أول تجربة من نوعها بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
وأعلن وزير الحرب الأميركي مارك اسبر في وقت سابق أن واشنطن ستسرع وتيرة تطوير صواريخ جديدة أرض – جو.
وعلقت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق من الشهر الجاري، على خروج الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، حيث وصفت الخروج بالخطأ الجسيم.
وتابعت الخارجية: قامت الولايات المتحدة في بادئ الأمر بإجراءات مستهدفة إيقاف العمل بالمعاهدة، ثم خلقت ظروفا لإنهائها بشكل كامل، مشيرة إلى أن واشنطن لم تفعل هذا للمرة الأولى، حيث أوقفت العمل، في أواخر التسعينيات، بمعاهدة الدفاع الصاروخي، رغم نداءات وتحذيرات المجتمع الدولي.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052