تحمل الانتصارات الأخيرة للجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بين طيات بطولاتها العديد من الرسائل البالغة الأهمية إلى الداخل والخارج بالنظر إلى ما يتم تداوله على مستوى معركة مكافحة الإرهاب والوضع الإقليمي والتطورات في شمال شرق سورية.
أولى هذه الرسائل عنوانها استمرار المعركة ضد الإرهاب بكل الوسائل المتاحة ولكن وفقاً للإرادة السورية وإستراتيجية الجيش في هذا السياق والمبنية على تحرير كامل التراب السوري من الإرهاب، والانتصارات الأخيرة للجيش تؤكد قدرته وجاهزيته لإتمام هذه المهمة على أكمل وجه في الوقت والظروف التي يقررها بنفسه بعيداً عن أي تأثير خارجي .
ثاني الرسائل إلى أهالي ادلب المنتظرين تحريرهم من الإرهاب مفادها أن وقت ذلك بات قريباً جداً وأن دورهم لدحر الإرهابيين بأقصر ما يمكن مهم جداً عبر التعاون مع الجيش وزرع الخوف وعدم الثقة بين الفصائل الإرهابية، وعدم مد يد العون لها مهما كانت الضغوط والتهديدات.
وثالث هذه الرسائل إلى المليشيات المسلحة التي تضع نفسها في خدمة أجندات أعداء الوطن وفحواها أنه لا معنى وطنياً لأي طرح لها ما دامت تأتمر بإمرة الدول الداعمة للإرهاب.. و انطلاقاً من ذلك لا معنى ولا أهمية لدعوة ما تسمي نفسها قوات (قسد) بإيجاد حل يتناسب مع الوضع الراهن لشمال شرق سورية وهي تتلقى أوامرها من المحتل الأميركي.
إن انتصارات الجيش الأخيرة في ريفي ادلب وحماة يجب أن تكون عبرة للجميع، وبأن حضن الدولة السورية هو الأضمن والأسلم لمستقبل كل مواطن سوري، وأنه من العبث والخيانة الوطنية الاتكاء على الأعداء لتحقيق مكاسب على الصعيد الوطني.
أما رابع هذه الرسائل فهي للتنظيمات الإرهابية وبالتحديد للعنصر السوري من أفرادها بأنه لا مستقبل ولا أمل لأي مواجهة مع الجيش العربي السوري الذي لن يتوقف عن استكمال مهمته لإعادة سلطة الدولة والقانون إلى كامل محافظة إدلب وإلى كل شبر من الأراضي السورية والقضاء على التنظيمات الإرهابية فيها.
إن الهزيمة الأخيرة للتنظيمات الإرهابية في ريفي حماة وادلب يجب أن تكون درساً بليغاً لكل من يعول على داعمي الإرهاب الذين لا يفكرون إلا بمصالحهم ولا ينظرون لأفراد هذه التنظيمات إلا كوقود لتحقيق هذه المصالح، وعندما يفقدون الأمل بذلك يتخلون عن أدواتهم الإرهابية وهذا ما سيحل بكل أفراد الفصائل الإرهابية من سوريين وغيرهم في إدلب.
والرسالة الخامسة هي للدول الإقليمية الراعية للإرهاب وفحواها إن ما عجزتم عن أخذه بالإرهاب لن تأخذوه بأي وسيلة أخرى مهما كان شأنها، و هذا الأمر ينطبق في المرحلة الراهنة على النظام التركي بالدرجة الأولى الذي يحاول إطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية أملاً بالنفوذ إلى العملية السياسية التي هي محض سيادي سوري بامتياز ولن يسمح لأحد التأثير في مجراها إلا بما يخدم الشعب السوري.
يوماً بعد آخر يستكمل الانتصار السوري في المعركة على الإرهاب، وبالمقابل تفقد القوى المعادية أوراقها للتأثير في مجرى الإحداث في سورية وهذا العامل يجب أن يكون دافعا لكل الجهات التي تعول على الخارج لإعادة حساباتها جيداً لتكون في نهاية المطاف جزءاً مؤثراً في إعادة بناء الوطن بعيداً عن أي اتكاء خارجي.
أحمد ضوا
التاريخ: الأحد 25-8-2019
الرقم: 17055