الملحق الثقافي:سهير زغبور:
للحظة ما ونحن على شفير اللامعنى، يخيل إلينا أننا نودع كل شيء. حتى الناس الذين لا نعرفهم، وساوس تقتنص منا توقعات الغد والأمل بأن للصباح بقية.
الفراغ الذي يملأ روحنا يستحيل إلى انعدام وزن قاتل. إلا تلك اليد التي قد تشدنا وبقوة نحو الأرض، كي لا تحلق بنا السماء بعيداً، حيث اللاعودة. هي اليد الحانية التي تصفع اليأس. تعطينا الأمان، القوة، الوفاء. تغرسنا في العمق حتى أقاصي الحب. وحده حبيب مخلص صادق يريدنا أقوياء! يريدنا أصحاء! يريدنا حياة تجعلنا به نتذوق طعم العودة من جديد! لا معنى ألا لمعجم يأخد بأوائل القطاف وأواخر المشتهى.
كنت معي في رحلتي وستبقى حتى آخر الأنفاس. حين تمددت على جهاز الطبقي المحوري، شعرت نفسي في مقبرة. ولأنني امرأة لا أقبل الانكسار، قررت أن أقبر فيها كل ما مر من مُر ويأس. قررت أن أدفن ذاكرة الوجع وخيبات العمر.
تحول شعوري بالإقياء والتقزز من تلك الذاكرة إلى اشتهاء لا مثيل له من فاكهة الجنة التي انتظر. لم أكن بانتظار التشخيص. لا فرق بينه وبين الموسيقا، فأنا أريد أن أعيش. وهاأنذا اليوم على قيد الحياة والفرح والتجدد، على قيد حب من علمني الحب. لكنها كانت أقصر مما تخيلت لأن أصل إلى سدرة الولادة من جديد.
التاريخ: الثلاثاء27-8-2019
رقم العدد : 17057