تستدعي تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة حول سورية والعراق وشرق المتوسط عرضه على خلية أطباء نفسيين وعصبيين لتقدير مدى أهليته لرئاسة تركيا.
فحاكم نظام “صفر مشاكل” مع الجوار يقلب الطاولة ليضع تركيا في موقف مئة في المائة مشاكل مع دول الجوار ولم تسلم دولة من شره المستطير سواء كانت بعيدة أم قريبةً قياساً بالحدود البرية والبحرية .
أن يعلن أردوغان أن لا أطماع لنظامه في أراضي جيرانه فهذا تدحضه الممارسات العدوانية التركية على أرض الواقع ولكن أن يسمي ممارساته العدوانية في سورية والعراق و شرق المتوسط وكافة أرجاء منطقتنا نضالاً فهذا دليل على انه فقد عقله ويجب إرساله إلى مركز نفسي وعقلي .
وأن يزعم أردوغان أن سياسة نظامه جاءت لمواجهة أطماع الآخرين في الأراضي التركية فهذا دليل على أنه بات في موقف الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات الموجهة إليه من قبل شعبه عن مصلحة تركيا في افتعال المشاكل مع جيرانها والتدخل في شؤونهم الداخلية .
النظام التركي وعلى مدى التسع سنوات الماضية حول بلاده إلى منصة لانطلاق الإرهابيين إلى سورية والعراق تبعها باحتلال قواته لأراض في كلا البلدين و حتى اليوم يوغل النظام التركي في العدوان على سورية والعراق ويوفر الملاذ والدعم للتنظيمات الإرهابية التي ارتكبت وترتكب أبشع الجرائم بحق شعبي البلدين
وكذلك الأمر وعلى مدى العقد الماضي حول أردوغان بلاده إلى منصة لانطلاق المشاريع العدوانية الغربية الصهيونية ضد دول المنطقة وبالأخص سورية والعراق الهادفة إلى إعادة رسمها وفقا لمصالح وتوجهات كيان الاحتلال الإسرائيلي.
كان من المنتظر أن يقر رئيس النظام التركي بأخطائه ودور نظامه فيما حل بالعراق وسورية وأن يعمل على إيقاف دعمه للإرهاب وسحب قواته من الأراضي السورية والعراقية ولكنه اختار الطريق الذي يخدم أسياده قادة المحور الداعم للإرهاب.
لقد اختار أردوغان أن يطلق هذه التخرصات في احتفالية “عيد النصر” في تركيا أملا في وقف التداعي المتصاعد في كيان حزبه من جهة و تنامي الرفض الشعبي لسياساته الإقليمية والدولية والتي وضعت تركيا في قائمة الدول المعادية لأغلب دول المنطقة بدءا من شمال إفريقيا غربا إلى السودان جنوبا و العراق شرقا .
المتابع للتحديات التي تتراكم أمام أردوغان جراء سياساته الفاشلة ومواقفه العدوانية ضد دول الجوار يدرك أبعاد ومرامي تصريحاته التي لن يجد من يقبل فيها حتى من أقرب المقربين إليه في حزبه وحكومته.
مستقبل رئيس النظام التركي على المحك ومساره في حالة انحدار وتراجع تسهم فيها تطورات إقليمية ودولية في مقدمتها الانتصارات الكبيرة للجيش السوري على أدواته الإرهابية في محافظة إدلب.
أحمد ضوا
التاريخ: الأحد 1-9-2019
الرقم: 17062