حامد حسن حليف للحب وعدو للجهل

 الملحق الثقافي:إعداد: رشا سلوم:

مازالت في البال قصائده التي شكلت ثروة لغوية وجمالية لنا، ولاسيما عن الأم، حامد حسن الشاعر والناقد وقبل هذا الصحفي الذي ساهم في الكثير من الأعمال الصحفية في الساحل السوري، وخاض معارك فكرية ضد الجهل والتخلف وغير ذلك، واحد من الشعراء الذين أسسوا لنهضة شعرية وفكرية حقيقية، مرت ذكرى وفاته العشرون، ومن المفيد أن يجد القارئ بعضاً من المحطات الثقافية والفكرية التي تداولتها المواقع الإلكترونية عنه وعن إبداعه، وكم نتوق أن نرى دراسات نقدية تحتفي به وبما قدم للثقافة العربية من أعمال مهمة جداً،
أليس هو القائل بالأم والمعلم: 
التاركان على جبينك ميسما
هل تجهلنهما وتجهل من هما؟
أم غذتك لبانها وحنانها
من قبل أن تلج الحياة وبعدما
ومعلم وكفى بكل معلم شرفا
وقد بعث النبي معلما
الموقدان على دروبك شمعة
حذراً عليك من الضلالة والعمى
لو لم يعيراك الخيال مجنحا
ما طرت تزحم في السماء الأنجما
لولا أغاريد السرير وبعض ما
سكباه في شفتيك كنت الأبكما
من أشعل الحب المقدس في دمي
لهبا وألهمني فكنت الملهما
والمرء ليس المرء غير فؤاده
متبصراً ولسانه متكلما
محطات
جاء في موقع المعرفة عنه وعن محطات حياته: ولد في الدريكيش، محافظة طرطوس، في كانون الأول 1915 ونشأ في قرية (الحرية) التابعة للدريكيش.‏ تلقى تعليمه في (اللاييك) طرطوس، وفي كلية القديس يوسف (الآداب العربية المدرسية). وعمل في حقل التعليم (18) عاماً، فدرس اللغة العربية وآدابها في الدريكيش، وأصبح مديراً للثانوية الأرثوذوكسية في «السودا – طرطوس». وأصدر مجلة (النهضة بالاشتراك مع الدكتور وجيه محيي الدين عام 1938 في طرطوس). وعين في لجنة الشعر في المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية في دمشق.‏
انتقل عام 1936 من وزارة التعليم إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي، فعمل في المراكز الثقافية وفي مديرية التأليف والنشر. وأحيل عام 1975 إلى التقاعد للشعر والبحث. بدأ النشر في الثلاثينيات، ووضع نشيد الجامعة العربية عام 1948.
من آرائه
تفرّد حامد حسن في كلّ لمحة وإشارة وخطوة ورأي في حياته الإبداعية.. ولنقف أولاً عند رأيه في الشعر. يقول :‏
كلمة: حية، معبرة، مسؤولة، جملة مخمليّة، متناغمة، هذا هو التعبير.‏
تناغم، تساوق، انسياب.. هذه هي الموسيقى.. صور، ظلال، ألوان، حركة.. هذا هو التصوير. إحساس، رعشة، هزّة، استثارة، هيجان، هذا هو التأثير.‏ تعبير. موسيقى. تصوير.. تأثير.. هذا هو الشعر. إطار فنّي يزاوج ويعاطف بين هذه العناصر، هذا هو العمل الشعري المتكامل.‏
القدمية والحداثية‏
وحول (الحداثة والقدامة) والغبار الذي أثارته الحروب إزاء هذه الضجة الشعرية بين طرفي الضفاف.. يقول قيل: قديم وحديث.. ويقال كل قديم كان حديثاً. وكل حديث سيصبح قديماً. إذاً: لا قديم ولا حديث في الشعر. والمسألة نسبية مع الزمن. أعطنا خبزاً وخمراً، وتوارَ – إن شئت َ – وراء حدود التاريخ.‏
العالمية‏
كيف يكون الأدب عالميّاً? ما هي الملامح والمقومات والمرتكزات التي تتوافر في الأدب ليأخذ محلّه من العالم ويخرج من حدوده إلى بلاد بلا حدود؟ كيف يتسنى له ذلك؟
بهذه المماحكة المثيرة يقول:‏
قيل: العالمية في الأدب والفن. ويقال لا.. لكل ّ أدب هوية وجنسية وخصائص تراثية ومقومات بيئوية.‏ للإنسان الصيني: ضيق الحدقتين وقصر القامة، واصفرار البشرة..‏ وللإنكليزي: شقرة اللون والشعر، وزرقة العينين، وللعربي: اسمرار اللون واعتدال القامة واسوداد المقلتين.. وكذلك الأدب.‏
المرأة
لاشك أن المرأة هي النهر الحيوي الأول الذي لاتستمر الحياة إلاّ به.. وهي الريحانة التي لا تتساقط أوراقها إلاّ لتخضرَّ وهي الأم والأخت والبنت والزوجة. ولكن كيف يراها شاعرنا؟‏
يراها أجمل وأشهى وأندى غرسة في حديقة الإله، مثيرة ملهمة، خلاّقة مبدعة، أصيلة في طبيعة الحياة أصالة الحياة ذاتها، تعطي «الرسام» شكلاً ولوناً وظلاّ. وتهب «المثّال» صورة وتناسباً وأمداء، وتفيض على «الموسيقي» لحناً وأنغاماً، وتلهم الشاعر فنّاً وخيالاً وإبداعاً. إنّها الحياة بمعطياتها. والحياة بدونها جافة كالصحراء موحشة كالقبور، مظلمة كالأعماق، غاية بلا وسيلة. هي المرآة التي نتمرأى بها وجودنا واستمرارنا.‏
الحبيّبة‏
عشق شاعرنا الوطن حدّ العبادة، واكتنز حبّه حتى اليقين.. استوحى من ريفه صفاء الإنسانية، وجرأة القول في الحق، وهدوء العاشق العابد، والتولّه بالجمال، فكان الحب دينه والوطن ديدنه، فاقرأ إبداعه في هذه الصور:‏
وطني عشقتك ثائراً متمرّداً‏
وأنا ابنُ هذا الثائرِ المتمرّدِِ‏
سلسلتُ حبَّكَ خميرةً وأدرتها‏
للمترفِ الريّانِ والعَطِشِ الصدي‏
علّمتني الحب الذي نادى به‏
عيسى، وكانَ شعارَ آلِ محمدِ‏
لا شيءَ غيرُ الحبِّ مكتوبٌ على‏
باب الكنيسةِ أو جدارِ المسجدِ‏
من مؤلفاته: ثورة العاطفة، المهوى السحيق، في سبيل الحقيقة والتاريخ، عبق، أفراح الريف، الريف الثائر، أضاميم الأصيل، الخنساء، المكزون السنجاري، صالح العلي ثائراً وشاعراً، الشعر بنية وتشريحاً.

 التاريخ: الثلاثاء3-9-2019

رقم العدد : 963

آخر الأخبار
مجالس الصلح بريف  حماة.. تسوية النزاعات الأهلية والمجتمعية انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات وADSL في جرمانا إصلاحات ضريبية شاملة  و"المالية" تبدأ العد التنازلي للتنفيذ 165 مستثمراً و32 ينتظرون الترخيص الإداري في "حسياء" اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد اجتماعاً مع فعاليات حمص تعزيز التعاون مع الجهات المجتمعية بحلب في مختلف القطاعات المخدرات.. آلة هدم ناعمة تنهش نسيج المجتمعات  وضع 3 سيارات إسعاف بالخدمة في مستشفى مصياف توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية في العمل الحقوقي صناعيو الغذاء بين تحديات السوق وأمنيات تسهيلات العودة إلى سوريا  لقاء سوري- بولندي في "صناعة دمشق" لتعزيز العلاقات الاقتصادية   The New Arab  كيف أثبتت قطر مرة أخرى أن لا غنى عنها للسلام الإقليمي..؟  كوماندوس إسرائيلية في قلب إيران.. خرق أمني كبير قلب موازين الحرب  باراك: الشعب السوري هو من أسقط نظام الأسد ولا نسعى للتدخل بشؤون سوريا    المستهلك مستاء والبائع يبرر..  تفاوت في أسعار الخضار في أحياء حلب    .."SAMS"   تنظم مؤتمرها الطبي الدولي الـ23 لأول مرة في سوريا الحرة    مصرفي لـ"الثورة": خصخصة المصارف العامة ضرورة محاطة بالمخاطر      أردوغان: سنواصل دعم استقرار ووحدة سوريا   تأهيل قطاع الكهرباء في داريا بالتعاون بين الجهات المحلية متابعة سير امتحانات الثانوية الشرعية بطرطوس