استمر قطاع الكهرباء بتقديم خدماته بأفضل ما يُمكن بتكامل جهود الجيش العربي السوري الذي حرر الأرض، ووزارة النفط التي أمنت الغاز والفيول لمحطات توليد الكهرباء بجهود استثنائية، وجهود القائمين والعاملين في هذا القطاع، الذين كانوا خلف رجال الجيش العربي السوري في كل منطقة يتم تحريرها رغم كل الصعوبات وضعف الإمكانات.
الاستمرارية لأي قطاع تكون من خلال استراتيجية هذا القطاع، وفي إطار الاستراتيجية تم الإعلان عن إنشاء محطة توليد في اللاذقية، وتم الإعلان عن البدء بالمرحلة الثالثة من محطة الدير علي ولحين انتهاء تنفيذ هذه المشاريع سيكون هناك إعلان عن مشاريع أخرى لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة.
اللافت في المشاريع المعلن عن البدء بتنفيذها غياب مشاريع الطاقات المتجددة حتى اليوم رغم أهميتها وانتشارها في عدد من الدول المجاورة، عندما يتم رصد مبلغ 500 مليون دولار لمحطة تعمل على الغاز والفيول فما الذي يمنع من تخصيص هذا المبلغ لمحطة شمسية أو ريحية ؟ صحيح أن تكلفة المحطة الشمسية أو الريحية أعلى، ولكن الصحيح أيضاً أن ما تحتاجه المحطة التي تعمل بالغاز أو الفيول من وقود في شهر واحد يعادل الفرق في زيادة التكاليف، كما أن المحطة الشمسية تقنيتها أبسط من التكنولوجيا المعقدة للمحطات العادية، تنفيذها أسرع، وتكلفة صيانة عنفة تقليدية يعادل صيانة محطة طاقة شمسية بكاملها، وأهم ما في الأمر أيضاً الوفر في كميات الوقود التي تحتاجها محطات توليد الكهرباء التقليدية.
عقلية ضغط النفقات أجهضت الكثير من الخطط والمشاريع الحيوية، وتكلفة معالجة الآثار السلبية لعقلية ضغط النفقات ستكلف أضعاف الوفر عدا عن ضرب قطاعات بكاملها بكل مكوناتها البشرية والمادية، بدءاً من تسرب الخبرات إلى غياب المبادرة مروراً بحالة ضعف الانتماء والغيرة على الممتلكات العامة وصولاً إلى تهالك التجهيزات وانهيار المنشآت وبالتالي خروج عن الدور والخدمة.
قطاع الكهرباء كما قطاع النفط كما القطاع الصناعي كما القطاع الزراعي بحاجة إلى دعم وليس إلى ضغط نفقات، فعندما نخصص قطاع مُنتج بالحصة الأكبر من الموازنة الاستثمارية فهذا يعود بالوفرعلى الخزينة ويساهم في تنمية القطاعات الخدمية الأخرى وليس العكس.
معد عيسى
التاريخ: الثلاثاء 3-9-2019
رقم العدد : 17064