ترامب يبحث عن سلم النزول!

 

 

فجأة وجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه في أعلى الشجرة، ويرنو بنظراته شمالاً ويميناً باحثاً عن سلم النزول، بعد انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي مع إيران قبل عام، والذي سيشكل له عقبة أمام أي مفاوضات مستقبلية، يستجديها من تحت الطاولة وعبر الوسطاء، ولكون ذاك السلم لا يقف إلا على ثلاثة أرجل، تنطحت فرنسا وألمانيا وبريطانيا لإنقاذه، بالتزامن مع الرسائل التي يبعث بها ترامب عن تلك الشجرة منتظراً الرد الإيراني على أحر من الجمر، للقبول بمحادثات تنقذ ماء وجهه المعفّر بالخيبات.
الحكومة الإيرانية التي تقف على أرض صلبة، ترفض بدورها أي مفاوضات ثنائية، لكونها فقدت الثقة بأميركا، حيث الأخيرة تنصلت من كل الوعود والالتزامات بحضور تلك الدول والشهود، فكيف بها إذا كانت محادثاتها المفترضة على هذا الشكل؟! ولهذا حذرت واشنطن من أي تصرف، عبر تخفيض التزامها بالاتفاق المذكور.
فإيران تعرف أكثر من غيرها أن الأوروبيين لا يستطيعون حل المسألة، لأن إمكاناتهم أمام الشريك الأميركي ضعيفة، لكنها من باب التعاون والانفتاح على مبادرات الحل تجاوبت، وتنتظر ما سيفعله أبناء العجوز، في الوقت الذي لن تكون فيه سعيدة باختبار صبرها، لأنها لن تتوانى عن القيام بما ينقذ برنامجها النووي السلمي، ولاسيما أن التوترات مع واشنطن قائمة أصلاً، وليست بحاجة لما يحركها، حيث الاتهامات الأميركية جاهزة دائماً والسياسة العدوانية حاضرة، والتصريحات التي ترفع منسوب هذا العداء يطلقها مسؤولو البيت الأبيض بمناسبة وغير مناسبة، رغم النفي الإيراني لأي اتهامات، وإثبات سلمية البرنامج من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمفتشين الدوليين.
المفاوضات الثنائية التي يسعى إليها ترامب مع طهران، تؤكد موقفه الضعيف الذي لا يحسد عليه، في وقت يشكل فيه تمسك الإيرانيين بمفاوضاتها مع شركاء الاتفاق النووي دليلاً على أن لديهم حقوقاً مشروعة لا ينوون التنازل عنها، والكرة باتت في ملعب هؤلاء الشركاء، ولاسيما أن العودة إلى ما قبل الاتفاق المذكور سهلة ويسيرة، بينما واشنطن أمام خيارين إما الالتزام بشروط الاتفاق، و رفع العقوبات بشكل نهائي عن إيران، أو الاستعداد للعواقب الناتجة عن الانسحاب.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com

 

التاريخ: الخميس 5-9-2019
رقم العدد : 17066

 

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة