من نبض الحدث..«غوغل» أردوغان.. البحث جار عن حدود «المنطقة الآمنة» في صفحات أوهامه

 

رغم الوعود التي قطعها على نفسه أمام الشريكين الروسي والإيراني في آستنة وسوتشي بشأن إدلب، لم يضع النظام التركي حتى اللحظة حداً لإرهابييه، في وقت لا يزال محرك البحث لديه مبرمجاً على رسم حدود المنطقة الآمنة المزعومة في مخيلته المهترئة، وصفحات الوهم التي جمعها في ألسنة السراب، لأن تلك «المنطقة» لن تخدم إلا سياساته العدوانية والتوسعية التي يريدها قاعدة انطلاق لأماكن أخرى يسيل لعابه عليها.
المشغل الأميركي يعطيه المزيد من الأيقونات، ويفتح له الكثير من الخيارات، لكنه في نهاية المطاف يغلقها أمامه بروابط ترويجية جديدة، الهدف منها تسجيل عدد مرات الدخول ليس إلا، لأن خزان المعلومات لديه، والكلمات المفتاحية على نوافذها وملفاتها، وجلسات الولوج إلى كلمات السر في ذاكرتها، وهي وحدها القادرة على كشف ما بجعبتها، وبالتالي لن تعطي غير ما تريد، وتشفر ما تراه مناسباً، ولذلك تراها تتفاوض معه، وتسير معه حتى خط النهاية، دون كلل أو ملل من البحث، وإعادة التهيئة والضبط، ولا يتوقف هذا الأمر فقط مع تركيا، بل تستخدم الأسلوب ذاته حتى مع من نظنهم لها شركاء، وما رغبتها بإعادة «الدواعش» الذين ارتكبوا الجرائم في سورية إلى أوروبا، إلا دليل على ذلك، في الوقت الذي يجب أن تبحث لهم عن حل لإنهاء وجودهم وتفكيك قواعدهم دبلوماسياً كان أم عسكرياً.
بالمقابل لدى الشريكين الروسي والإيراني رؤية عن نية رئيس النظام التركي وما يضمر في داخله، ويعلمان أفق طريق المناورة الذي يريد سلوكه، كما يدركان طول ذاك الطريق وأبعاده، وإلى أي حد يتسع لأطماعه وأحلامه المتورمة، لكنهما لا يكترثان لتلك النيات، مادامت لديهم غاية مشتركة هي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية التي تمثل لهما أولوية لا يوازيها أي شيء في الأهمية، مهما بدّل أجير الإدارة الأميركية من مفردات وكلمات البحث في حقول محركه.
سورية وحلفاؤها يحسمون المشهد اليوم، والحرب في خواتيمها شاء من شاء، وأبى من أبى، بعد أن تحولت آليات المرتزقة وداعميهم إلى توابيت في مناطق وجودهم، وساد الصمت في الأرجاء التي قصدوها بعد كل تقدم كان الجيش العربي السوري يحرزه بخطاه الواثقة، ليرتفع لديهم هرمون الكآبة، ويجري في عروق مستخدميهم والمستثمرين بهم وكأنه فيروس سريع الانتشار، وذلك ليس من باب التفاؤل، لكنه حكماً يتولد من رحم الواقع وتطوراته الأخيرة التي حصلت في الأرياف والمناطق التي ظن الإرهابيون أنهم سوف يستعصون فيها أبد الدهر.

كتب حسين صقر
التاريخ: السبت 7-9-2019
الرقم: 17068

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة و"إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً