تجدد الوهم!!

 لم تُماطل إدارة دونالد ترامب، خَضعت لنظام اللص أردوغان، أم سَايرته، بشأن (المنطقة الآمنة، لا فَرق، ذلك أن المُوافقة على تَسيير دوريات أميركية – تركية مُشتركة في منطقة الجزيرة السورية، والبدء بها فعلياً، هو استمرارٌ لعدوان مَوصوف، لن يَستمر، ولن يَمر، وواهمٌ هو كل من يَعتقد امتلاك واشنطن وأنقرة قُدرة امتصاص تَبعاته، ومُشتبه هو كل من يُقَدِّر أن لدى الجانبين الأميركي والتركي الأهلية لاستكمال ما يُخططان له تالياً.
الخطوة الأميركية – التركية، خطيرة، مرفوضة، هذا ما يُجمع عليه العالم، غير أن ما هو مَحل إجماع أيضاً أنّها الخطوة الحمقاء التي لا تَقل حماقة عن كل سابقاتها منذ بدأت شراكة الجانبين في الاستثمار بالحُثالات الإرهابية التكفيرية، تَجنيدها، تَمريرها، تَسليحها، تَدريبها، وصولاً إلى مُحاولات إنقاذها، والاستمرار بالرِّهان عليها.
هي خطوة حمقاء جديدة، يَقيناً ستسقط كما سقطت سابقاتها، وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن إجهاضها، إحباطها، إسقاطها نهائياً قبل تَحَقُّقِ أيّ غاية شريرة لها تَخدم واشنطن وأنقرة، فإنه لا بدّ من المرور على مُؤشراتها، ذلك أنّ أول ما تُؤشر له هو تَجدد الوهم لدى الطرفين بإمكانية صُنع ما عَجزا عنه طيلة سنوات العدوان!.
في الشوط الأخير من المعركة، لا يَملك المُنتصر، المُتقدم، خياراً آخر غير خيار استكمال انتصاره وتَقدمه في الميدان – هو ما تَفعله سورية وحلفاؤها بالعزم والثبات والتصميم والثقة، بالمُقابل لا يبدو من خيارات مُتاحة أمام المَهزومة أدواته، المُتكسرة أذرعه، المُتحطمة مشاريعه ومخططاته، إلا أن يُلملم أشلاءه ويَحزم حقائبه ويَرحل – هو ما تَرفض واشنطن وأنقرة القيام به – استكباراً وإنكاراً، وربما تَعبيراً عن العناد وحالة الانفصال عن الواقع! مَهلاً، ستَفعلان قسراً وقهراً ما تَقَدَّم وأكثر.
ثاني ما تُؤشر له الخطوة الأميركية – التركية الحمقاء، هو أنّ كل ما قِيل عن خلافات بين واشنطن وأنقرة غير حقيقي، فالخلافات التي يَتكاثر الحديث عنها هي مُجرد مسرحية يُؤديها الطرفان لتلبية حاجاتهما وأهدافهما التي لا تُفسدها أيّ خلافات، حتى لو وُجدت، تَبقى ثانوية لا تُؤثر بالمسار العام، حيث الاجتماع في الأطلسي، وعلى خدمة (إسرائيل)، ودائماً على تهديد روسيا. وما الشراكة، بين واشنطن وأنقرة، برعاية الإرهاب واستهداف سورية إلا لتبادل الخدمة – إقليمياً ودولياً – على ذلك المسار العام.
المُؤشرات الكثيرة، الأخرى، التي تَعتَمِلُها خطوة واشنطن – أنقرة، قد لا تكون أقل أهمية، يُمكن الإشارة لها لاحقاً، لكن تَبدو الأولوية للتَّركيز على ما تَقَدّم لشَديد أهميته وخطورته انطلاقاً من اتصاله مُباشرة بصراع الإرادات الدولية، ولفَضح دور اللص أردوغان المُخادع، واصطفافاته، التكتيكية منها، والاستراتيجية النهائية، حيث لن يكون في نهاية المَطاف إلا جُزءاً من المشروع الصهيوأميركي.
الوهمُ المُتجدد في أردوغان، ترامب، نتنياهو، وبقية مُلحقات محور الشر والعدوان، تلك المُقيمة على ضفاف المتوسط والأطلسي، وتلك المُقيمة في خليج الأعراب، لن يَتطاول الوقت قبل أن يَتبدد.
قد تَعددت الدروس، في سورية البطولة والصمود، في جنوب لبنان المُقاوم، في مَضيق هرمز ومياه الخليج، وهناك في القرم .. مَن يَتوهم ولم يَتعلم، قد لا تُتاح له فُرصة التَّعلم مُجدداً!.

علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 9-9-2019
الرقم: 17070

آخر الأخبار
الخزانة الأميركية: بدأنا خطوات رفع العقوبات عن سوريا من تصريح إلى أمل.. السوريون وحق الحياة المسروق طلاب المدينة الجامعية بحلب يشكون ضيق الغرف ورئيس الجامعة: ندرس عدة خيارات القرار السياسي تأخير بترحيل القمامة من بعض شوارع دمشق... والمحافظة: نعمل بكامل الإمكانيات المتاحة وزير الأشغال العامة: رفع العقوبات يسهم في استقطاب استثمارات عربية ودولية الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة.. والاحتلال يضاعف مجازره في غزة عضات الكلاب تتزايد في درعا.. والطعوم  غائبة مشاركون في  مؤتمر العدالة الانتقالية لـ"الثورة": حاجة ملحة للسلم الأهلي وتحتاج للوقت والتشاركية "صحافيون من أجل حقوق الإنسان " في مؤسسة الوحدة استجرار الكهرباء غير المشروع تدفع ثمنه " مياه " درعا وفود سياحية أوروبية تزور آثار بصرى الشام Relief Web : "هيومن رايتس ووتش": رفع العقوبات سيعزز الحقوق والتعافي في سوريا مدير زراعة اللاذقية: القطاع الزراعي سيشهد انتعاشاً ونهضة حقيقية مكافحة 180 هكتاراً من حشرة السونة مجاناً  بالقنيطرة  أطباء بلا حدود يطَّلعون على احتياجات مستشفى بصرى الشام لماذا الانخفاض السريع بسعر صرف الدولار..؟ دعم مستشفى الحراك ومأوى للمتضررين والمهدمة منازلهم حلاق لـ "الثورة": رفع العقوبات سيمكن  تأمين المعدات الحديثة لفرق الإنقاذ توعية الأطفال بمخاطر المخلفات الحربية بدرعا