الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
مرتْ أمامي
وحيدةً كذكرى
متحررةٍ من ربقةِ الوقتِ
صورتُكَ
هواجسُ سنين عبرتْ
طاردتْ مخيلتي
كأشباحٍ مغوليةٍ
تتربصُ بي
كماردٍ عظيمٍ بلا قمقمْ
يشتمُ من بعيدٍ
رائحةَ الخوفِ المتفشيةِ
في ثيابي
زهرةٌ مقطوعةُ البتلاتِ
جاثمةٌ أمامي
كجميلةٍ مزقتها أكفُّ الغدرِ
سحبتها إلى قعرِ بئرِ
وباتت تسخر من جميلاتٍ
بلا حُسن
ومن زهراتٍ قصمت بتلاتَها
هواجسُ عُمْر
كأسٌ ينتظر شاربَه
ينتظر من يلثم
النافر من عروقه
ويزيد جرحاً على جراحه
بيدين مرتجفتين
هرعتُ أفرغ فحواه
هرعتُ أصبُّ في ذاتي
ما احتواه
حُرقةٌ ألمت بروحي
فرميتُ الكأسَ
وما بقي من نجواه
حمامةٌ يتيمةٌ تصرخ
تعلنُ الفراغَ المتشبثَ في حنجرتها
تعلنُ هديلاً استقال من حنينه
ووليفاً شتتته الرياح
حمامةٌ يتيمةٌ تصرخ
على شرفتي
تعلن بأمل كل يوم
قيامةَ الصباح
غرفةٌ تضيق عند الزوايا
غرفةٌ لا تتسع لغربتها الآفاق
وهواجسُ ذكريات مضت
تضخُ في رحمها الأسى
تراكمُ على نوافذها
أناتِ الهواء
وتستلُ من جدرانها الحنينَ
إلى شواطئ بلا أسماء
إلى أناسٍ نست ملامحَها الحياة
وعمدتها بالبخور، والطيبِ
ورحمةِ السماء
هواجسُ سنين عبرت
ما زالت تتربصُ بمخيلتي
ما زالت تطاردني
كيفما شاءت ولم أشاء
التاريخ: الثلاثاء10-9-2019
رقم العدد : 964