أعلنت الحكومة الأميركية أن «إسرائيل» وراء زرع أجهزة تجسس بالقرب من البيت الأبيض ومواقع أخرى ذات أهمية استراتيجية في واشنطن بهدف التنصت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاريه.
ووفقا لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية خلص مكتب التحقيقات الفيدرالي وأجهزة أمنية أخرى إلى أن إسرائيل أمضت العامين الأخيرين في زرع أجهزة التنصت في هواتف محمولة عثر عليها بالقرب من البيت الأبيض وفي مواقع أخرى حساسة حول العاصمة واشنطن.
وأوضح مسؤولون في البيت الأبيض أنه لم يتم التأكد بعد ما إذا كانت إسرائيل قد حصلت على أية معلومات.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قولهم إن هذه الأجهزة كانت تهدف على الأرجح للتجسس على ترامب وكبار مساعديه والمقربين منه، مشيرين إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل قد نجحت بالفعل في الحصول على أية معلومات.
وذكرت الصحيفة أن أجهزة التجسس المصغرة المعروفة باسم «ستينغ رايز» تحاكي أبراج الهواتف المحمولة العادية على نحو يخدع هذه الهواتف حتى تزودها بالمواقع الجغرافية لمستخدميها وبياناتهم الشخصية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب الذي يعرف بعدم امتثاله لبروتوكولات أمن البيت الأبيض يستخدم في كثير من الأحيان هاتفاً محمولاً غير آمن بما يكفي للتواصل مع أصدقائه والمقربين منه ما يثير مخاوف بهذا الخصوص.
وتعليقاً على هذا الموضوع رفض مسؤول كبير في إدارة ترامب ومكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق والرد على تقرير الصحيفة في حين لم يرد قسم الأمن الداخلي والاستخبارات على طلبات التعليق.
وفي وقت سابق ذكرت شبكة «سي إن إن» نقلاً عن تقرير صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية، أنه تم اكتشاف أجهزة تنصت في مناطق استراتيجية في العاصمة الكولومبية.
ورغم عملية التجسس تلك بحق دولة تقدم كل إمكاناتها في خدمة المخططات الصهيونية، إلا أن واشنطن آثرت التعامي عن تصرفات الكيان الإسرائيلي، كما في العديد من المرات السابقة، منذ قضية الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد المسجون في الولايات المتحدة والذي أدين بالتجسس لصالح هذا الكيان وتسريب معلومات خطيرة تهدد الأمن القومي الأميركي دون أي رد فعل سياسي من قبل الولايات المتحدة تجاه هذا الخرق الفاضح.
وليس بعيداً أيضاً ما جرى للمدمرة «يو اس اس ليبرتي» التابعة لبحرية الولايات المتحدة والتي هاجمتها الطائرات والزوارق الإسرائيلية في الـ 8 من حزيران عام 1967 ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد طاقمها وإصابة آخرين فيما خلص التحقيق الرسمي الأميركي حول الهجوم إلى أنه كان خطأ بسبب الارتباك الإسرائيلي حول هوية المدمرة الأميركية، ليبقى هذا هو الحادث البحري الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي لم يتم التحقيق فيه من قبل الكونغرس.
كل هذه الحوادث وغيرها الكثير يثبت مجدداً أن الانحياز الأميركي الأعمى والفاضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي لن يتأثر بأي مشاكل أو حوادث مهما بلغت خطورتها على أمن واستقرار الولايات المتحدة لأن الإدارات الأميركية عموماً رهنت مصالحها الانتخابية أولاً وقبل كل شيء برضى اللوبيات الصهيونية صاحبة التأثير المالي والإعلامي الكبير داخل الولايات المتحدة.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074