في حضرة التاريخ..فاعليـة الالتـزام وإشــــعاع الحقيقــــة

(الأدب في حضرة الجليل) عنوان كتاب الجيب الذي صدر عن اتحاد الكتاب العرب.. إعداد واختيار: مالك صقور, وتقديم: فلك حصرية.
تضمن الكتاب فصولاً متعددة ومتنوعة من التاريخ المجيد الذي صنعه السوريون عبر سنين من التعب والنضال والإبداع فجاءت العناوين كثيرة نذكر منها: (جذوة لن تنطفئ – شهداء آخرون – ميسلون والعظمة – دمشق حرم الخلود – عيد الجلاء للشاعر بدوي الجبل… الخ).
وتحت عنوان (عن الأدب المقاوم ودوره التاريخي) جاء في الكتاب: ولدت المقاومة مع الإنسان وظلت ملازمة له منذ نشأة الخليقة، لأنه مخلوق مقاوم بطبعه وفطرته لكل مايحسبه عنصراً يعمل ضده، إن كان هذا العنصر ينتمي إلى محيطه أو كان من المجموعات الإنسانية أو الطبيعية الأخرى.
وبما أن اللغة كانت وماتزال تشكل إحدى أدوات التواصل والمواجهة، فإن الإنسان استخدمها كعنصر مؤثر في الدفاع عن النفس، ونجد في التاريخ شواهد عدة لتأثيرها، وقد تحولت فيمابعد إلى أدب وشعر وخطابة وغيرها.
وتضمن الكتاب مجموعة قصائد شعرية لشعراء كبار كان لهم أثر كبير في ذاكرة السوريين والعرب،فمثلاً ها هو الشاعر خليل مرد بك يصدح صوته في (يوم ميسلون) ليقول:
أدال الله (جلق) من عداها… وأحسن عن أضاحيها عزاها
فكم حملت عن العرب الرزايا..
كذلك الأم تدفع عن حماها
مضت عشر عليها حالكات..
كقطع الليل لم يكشف دجاها
عرفنا يوم يوسف مبتداها..
فهل من مخبر عن منتهاها
وكتبت فلك حصرية: مما لاشك فيه بأن الأدب ماهو إلا تعبير عن الواقع بشتى جوانبه، وكامل أبعاده وصوره بأساليب جمالية، تعتمد اللغة ونقصد الواقع والمجتمع بمكوناته الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وبما يمور فيه من صراع وحركة وتماوج، وبما يتصارع في ذات الإنسان ونفسه من رغبات ومخاوف وهواجس، من هنا كان للأدب بنوعيه: الشعر والنثر شأن عظيم، ومكانة رفيعة، وأهمية بالغة في الإدراك اللغوي والتذوق الجمالي والتكوين الإيقاعي والإسلوبي والإبداعي الذي يمكن الأديب من أدوات خلقه النصيّ واستحضار صوره التي تنطلق من الواقع لتعود إليه بألق الإعجاز الشعري والسمو النثري، فالأدب يفسر الأديب، وحياة الأديب تفسر الأدب، فبعض النصوص الأدبية الخالدة لايمكن فهمها إلا بمعرفة قائليها، ولايمكن تعليلها أو تفسير بعض ظواهرها الأدبية إلا بالفهم العميق والإحاطة الشاملة والدقيقة ذات العلاقة المتبادلة في الفهم والتواصل، والاجتهاد والتعاطف، ليكون الانسجام واضحاً مابين المرسل والمتلقي والمجتمع والأديب.
واضافت: لقد نجح الأدب في أن يكون مرآة لكل زمان ومكان, فهو اصدق مرجعاً وأغنى معرفة بأحوال الناس وشؤونهم ضمن فترة أو مرحلة زمنية ما، فها هو يتجاوز تفاصيل الحياة للأديب أو الشاعر أو ليعيدنا إلى قصص التاريخ والملاحم والاعمال الكلاسيكية القديمة والحديثة، من خلال الشكل الأدبي الذي يحتوي اللغة، وثقافة مرحلة الحدث، الذي خلده النص الأدبي بأشكاله المختلفة.
ammaralnameh@hotmail.com

عمار النعمة
التاريخ: الجمعة 27-9-2019
الرقم: 17085

 

آخر الأخبار
استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة  شرطة درعا تعالج شكاوى سوق الحلال في مزيريب  MTN تبدأ بتفعيل الشريحة الالكترونية الإثنين المقبل أهال من نوى يتبرعون بـ 135 مليوناً لدعم المدارس شح بالمستلزمات ونقص كوادر صحية بمنطقة سلمية  25 يوماً مدة التقنين ببعض قرى طرطوس و " المياه " : الوضع مرتبط بتحسن الكهرباء   وزير الاقتصاد والصناعة :  ترخيص أكثر من 450 شركة محلية وأجنبية منذ بداية 2024   لتدارك انحباس الأمطار..  الخبير البني لـ"الثورة": خطة طوارئ لحماية المحاصيل الصيفية  الموزاييك الدمشقي..عراقة وأصالة الماضي   بعد لقاء صحيفة "الثورة".. احتضنته "بيت الإبداع" بالتشجيع والتكريم   تحذير أمني عاجل: حملة اختراق تستهدف حسابات WhatsApp في سوريا سوريا تبحث طباعة عملة جديدة...   تبديل العملة بداية الإصلاح أم خطر الانهيار ؟قوشجي لـ"الثورة": النجا... إخماد حريق في وادي الأشعري الذهب يعاود صعوده على وقع ارتفاع الدولار م. الأشهب لـ"الثورة": طحن الكلنكر حل مرحلي لمصانع الإسمنت المتقادمة من الثمانينيات إلى اليوم.. هل ينجح المجلس السوري - الأميركي هذه المرة؟ جامعة حمص تبحث آفاق التعاون الأكاديمي والتقاني مع تركيا الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة رمز للأصالة والتاريخ "الفيجة" إنذار لا مركزي إصلاح أبراج التوتر المخربة مستمر بدرعا