بالأمس القريب كانت قناة «سي بي إس» الأميركية تتجول بكل أريحية بين عناصر تنظيم داعش الإرهابي ومتزعميه في أماكن خاصة بريف محافظة الحسكة، نقلوا إليها في السنوات السابقة، وتم تجميعهم فيها من قبل واشنطن للحفاظ عليهم من ضربات الجيش العربي السوري، وتم تضليل العالم وإيهامه بأنها سجون ومعتقلات، واليوم تنشر قناة «آي تي في نيوز» البريطانية تقريراً مصوراً عن وضع آلاف الدواعش في الأماكن نفسها، في خطوة مماثلة لزميلتها الأميركية لا تخلو من علامات الاستفهام!!
وبعد كل مهاترات الرئيس ترامب السابقة واللاحقة وتهديداته لنظرائه الأوروبيين، بإطلاق الدواعش المعتقلين لديه حسب زعمه، إذا لم يبادروا باستعادة مواطنيهم الإرهابيين، وهو المسؤول الأول والأخير عن هذه الفبركة فيما يخص التركة القذرة، وبعد كل هذا التمويه يتبين للقاصي والداني أن ما ينطبق على الدول الأوروبية ينطبق على الولايات المتحدة، من حيث أن هناك إرهابيين أميركيين بين الدواعش الذين سفكوا دم السوريين ودمروا ممتلكاتهم وحياتهم، ويجب على حكومتهم إعادتهم إلى حضنها ومحاكمتهم، بدلاً من تركهم يعيثون إجراماً وإرهاباً في الأراضي السورية.
والمستغرب فيما تحدث به تقرير القناة الأميركية، هو المفاجأة التي شعرت بها مراسلة القناة الأميركية هولي ويليامز بحسب ما صرحت به المراسلة نفسها، عندما التقت بالداعشي الأميركي من شيكاغو، والذي التحق بصفوف داعش منذ 2015، دون أن يعبر عن ندمه على خطوته هذه.
وما يبعث على التساؤل حول التقارير التي تم تصويرها بحرفية هوليوودية من قبل القناتين المذكورتين، هو لماذا في هذا التوقيت بالذات يتم نشر تقارير كهذه تتحدث عن سجون مفبركة تضم إرهابيين ينتمون إلى عشرات الجنسيات ويتحدثون أربعين لغة بحسب ما أكدت القناة البريطانية؟ بل لماذا تتناوله القنوات الفضائية والتلفزيونية الغربية، لو لم يكن وراء الأكمة ما وراءها، والذي هو دعاية من نوع آخر للتنظيمات الإرهابية؟
راغب العطية
التاريخ: الخميس 3-10-2019
الرقم: 17089