عانت معظم المحافظات والمدن ومعها الأرياف كثيراً من واقع مرير وسيئ فيما يتعلق بموضوع النظافة خاصة خلال فترة الحرب وبقيت هذه الحالة تؤرق السكان والأهالي وتنغص عليهم وتحملوا أعباء إضافية في التخلص منها وترحيلها أو حتى إيجاد حلول إسعافية لها…
إن انتشار وتراكم القمامة في الأحياء والشوارع أصبح ظاهرة وحالة اتسعت وازدادت وزاد في تفاقمها إهمال ولا مبالاة الجهات المعنية جميعها، حيث لا يخفى على أحد التداعيات الصحية والمرضية التي تسببها تراكم القمامة وما قد تجلب من أمراض وتسهم في انتشار الحشرات والقوارض وما شابه..
هذه الظاهرة موجودة في معظم الجغرافيا الوطنية وكان أحد أهم أسبابها المباشرة النقص الحاد والكبير في عدد العمال والآليات في ظل اتساع رقعة المساحات الواسعة المليئة بالأوساخ ومخلفات المنازل والمطاعم وغيرها…
إن هذا الواقع دفع الأهالي إلى اتباع طرق ووسائل بدائية وغير صحية للتخلص من القمامة يغلب عليها الطابع العشوائي الذي يفتقر إلى أبسط القواعد السليمة، فكثرت الشكاوى ولم تعد مديريات النظافة قادرة على معالجة الوضع في ظل التحديات والصعوبات التي تعاني منها فكان لا بد من التعاون مع الأهالي واستنفار الطاقات على الأقل لمنع تفاقم الوضع وقد نجحت إلى حد ما في ذلك، لكن بقيت مشكلة النظافة عنواناً رئيسياً و هَمّاً يلاحق الناس في شؤون حياتهم.
من هنا فإن هذه الحالة بحاجة ماسة إلى إيجاد الحلول والمعالجة وتهيئة الأسباب التي تحقق ذلك سواء عن طريق تأمين الكوادر البشرية أم المعدات والآليات اللازمة ودون ذلك لا يمكن للنظافة أن تنجح في غياب هذين العاملين الأساسيين فيها.
فالنظافة أولاً.. وأخيراً.. وقبل أي شيء حالة حضارية تستحق كل الدعم والرعاية والمتابعة وهذا ما يجب العمل عليه وفعله..
هزاع عساف
التاريخ: الخميس 3-10-2019
الرقم: 17089