الملحق الثقافي:فاتن أحمد دعبول :
ما بين اللغتين العربية والفارسية قواسم مشتركة، أبدعها التاريخ، ورسختها الجغرافيا، يؤكد ذلك محمد الأحمد وزير الثقافة في افتتاحية مجلة جسور ويقول “اللغتان العربية والإيرانية تستخدمان الحرف العربي، وهذه علامة فارقة تجمع بين اللغتين وثمة آلاف المفردات المشتركة بينهما، وإذا عبر هذا عن شيء، فإنما يعبر عن عمق العلاقات الثقافية التي تربط الجارين”.
ويرى حسام الدين خضور رئيس التحرير أن إيران بوابة العرب إلى الشرق جغرافياً وثقافياً ويقول: “هذا العدد نطل منه على الأدب الإيراني الحديث والمعاصر الغني بموضوعاته وتقنياته وعلى العاملين فيه، وسيجد القارئ أن القيم الروحية تكاد تكون واحدة في الأدبين العربي والفارسي بحكم الجوار والتفاعل بين الشعبين على مدى الزمن”.
ويتوقف أبو الفضل صالحي نيا عند الأدب الإيراني المعاصر في أربعين عاماً بعد انتصار الثورة الإسلامية، ويوضح أن الثورة الإسلامية رغم وجهها السياسي إقليمياً ودولياً وآثارها الواسعة داخل إيران وخارجها، كانت تحمل هوية ثقافية عميقة.. والملف الذي نقدمه في مجلة جسور هو محاولة متواضعة لنقل صورة واقع الأدب الإيراني المعاصر وخصوصاً بعد الثورة الإسلامية”.
ويتوزع الملف بين أبواب المجلة الثابتة، ففي جسور الفكر نقرأ عن المدارس الأدبية الغربية في الأدب الإيراني المعاصر للكاتبة شكوه السادات حسيني ترجمة محمد الخن، وتبحث د. ندى حسون في حركة الترجمة من الفارسية إلى العربية بين القديم والحديث، وهناك الكثير من العناوين الهامة التي تغري بالقراءة والاطلاع.
ونقرأ في جسور الثقافة حواراً مع موسى بيدج الأديب والشاعر والمترجم الإيراني تحاوره نسرين الدهني، وكتب محمد فراس الحلباوي عن محمد الفراتي الأديب والشاعر السوري، يقول: شارك الفراتي في رسم معالم الالتقاء والارتقاء بين الثقافتين واللغتين والأدبين وترك إرثاً غنياً للأجيال القادمة، فكان بحق رائداً من رواد التمازج والتحابب في زمننا المعاصر”.
وفي باب جسور الإبداع نقرأ عدداً من القصص والأشعار من الأدب الإيراني مترجمة إلى العربية، ومن المختارات الشعرية قصائد مختارة للشاعر الإيراني حميد مصدق ترجمها غسان حمدان، وللشاعر حسن حسيني الذي أوصى أن تدفن قصائده معه سيرته الحافلة بالدراسات والقصائد، هو شاعر مبدع، خاض غمار شعر المعارضة الاجتماعية مستخدماً فيه سخريته اللاذعة.
ويبين د. ثائر زين الدين أن الثقافة خير رابطة بين الشعوب، يقول: ما من أدبين أثر أحدهما في الآخر كما هو الشأن بين الأدبين العربي والفارسي، وقد رصد بعض الدارسين هذا الأمر، فكتب بعضهم عن أثر الأول في الثاني، وكتب بعضهم الآخر عن أثر الثاني في الأول، والمادة البحثية غزيرة، وسيقع كل من الطرفين على ضالته فيها”.
التاريخ: الثلاثاء15-10-2019
رقم العدد : 969