الملحق الثقافي: اعداد : رشا سلوم:
اعتدال رافع الكاتبة والشاعرة والصحفية، لم تكن مجرد اسم إبداعي عادي في عوالم الإبداع، بل هي بشهادات من قرأها وتابع وكتب عنها، أيقونة القصة التي نقلت إلينا أجواء الحياة بكل ما فيها، حلوها ومرها، وتركت في توجهات واتجاهات القصة القصيرة علامات فارقة، لا يمكن أن تمحى، وكذلك في الشعر، وكان لها حضورها الصحفي المهم جداً بما كانت تقدمه في صحيفة البعث. رحلت العام الماضي عن دنيانا، بعد أن نهش المرض جسدها وقاومته لمرات ومرات، وكانت تصرح أنها سوف تقهر المرض بالكتابة، وقد عكفت على إعداد رواية، لكنها حين اشتد المرض بها تركتها، وآثرت أن تستسلم كما قالت لمرض لا يرحم أحداً، وكانت إحدى لحظات فرحها صدور أعمالها الكاملة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وبمناسبة ذكرى رحيلها الأولى أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع مديرية الثقافة في دمشق، والمركز الثقافي العربي – أبو رمانة ندوة (حول أعمال الأديبة الراحلة اعتدال رافع في الذكرى الأولى لوفاتها)؛ شارك في الندوة كل من: د. ماجدة حمود، وأ. نهلة السوسو، أدار الندوة وشارك فيها: د. ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب.
رأى د. ثائر زين الدين أن الأديبة اعتدال رافع كانت في الحقيقة كاتبة شاملة، كتبت القصيدة النثرية، والقصة القصيرة، والمقال الصحافي، كما أن بعض نصوصها قد غصت بالسخرية التي لم تقارب في مضمونها ما رامه الكثير من الكتّاب من استعمالهم السخرية كتوجيه النقد عبرها، أو التهكم على ظواهر اجتماعية معينة، أو سوى ذلك. وأضاف أن اعتدال رافع حين أحست بالمرض بشكل كبير، بدا الحزن واضحاً بشكل جلي في نصوصها، كما أنها شعرت بالوحدة، والوحشة، وأن لا أحد إلى جانبها، وأن المرض قد اشتد عليها في المراحل الأخيرة من حياتها، الأمر الذي دفعها إلى تقديم نصوص إنسانية عميقة لا تبلى مع الزمن.
تناولت أ. نهلة السوسو في محورها الشق الإنساني من حياة اعتدال رافع، فروت العديد من القصص التي جمعتهما سوياً، والتي تشي – حسب تعبير السوسو – بأن اعتدال رافع كانت امرأة دائمة الشباب غير أنها كانت امرأة حزينة، تتفاجأ إن زارها الفرح وتستغرب، وأضافت السوسو بأنها وعبر العلاقة الطويلة من الصداقة التي جمعتها مع اعتدال رافع استطاعت أن تدلف إلى نفس تلك المحاربة الإنسانة التي حاربت على الجبهات جميعها بلا سلاح، إذ إنها حاربت في حياتها، وأدبها شتى صنوف الجهل، والعادات البالية، ووأد المرأة وما إلى ذلك من ظواهر التخلف الاجتماعي.
من جهتها أضاءت د. ماجدة حمود على الشق الأدبي في النتاجات الإبداعية لاعتدال رافع وأوضحت أن كتابات رافع تنم عن مقاومتها للمرض التي استمرت أعواماً عبر الكتابة، فهي قد وصفت آلامها بالعظيمة غير أنها لم تستسلم لها، ومن يقرأ ما كتبت يستطيع أن يحس أن الكاتبة مدرّبة في التنمية البشرية غير أنها كانت تصوغ عباراتها بلغة أدبية. وأردفت حمود أن التوقف عن الكتابة كان بالنسبة إلى اعتدال رافع يقارب الموت، فهي إنسانة حالمة كانت تؤمن بالحب، وكانت فخورة بأنوثتها وعبرت عن ذلك كثيراً في أدبها.
محطات
ولدت عام 1937 في مدينة «عاليه» بلبنان، وحصلت على الإجازة في التاريخ من جامعة دمشق، عملت في حقل التعليم، ثم في مديرية الآثار والمتاحف، وجريدة «البعث» حيث كانت تكتب زاوية «حديث الصباح» (1982-1990) وجريدة «تشرين»، حيث كانت تكتب زاوية «آفاق ثقافية»، كما عملت في مجلة «الأزمنة العربية» (1989- 1991) وجريدة «صوت الكويت» (1990-1991) انتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب بدمشق (جمعية القصة والرواية)، وتزوجت من الفنان الكوميدي أنور البابا (1915-1992) وأنجبت منه ابنتين.
آثارها الأدبية: مدينة الاسكندر، (قصص)؛ امرأة من برج الحمل (قصص)؛ الصفر (قصص)؛ بيروت كل المدن شهرزاد كل النساء (مقالات)؛ يوم هربت زينب (قصص)؛ رحيل البجع (قصص)؛ أبجدية الذاكرة (قصص)؛ بوح من زمن آخر (قصص).
التاريخ: الثلاثاء15-10-2019
رقم العدد : 969