الملحق الثقافي:امرؤ القيس:
امرؤ القيس شاعر جاهلي، ولد ونشأ في منطقة بطن عاقل في نجد عام 500 للميلاد. كان والده ملكاً على بني أسد وغطفان. قضى جزءاً من حياته في الترف واللهو، شأنه في ذلك شأن أولاد الملوك، وسلك في شعره مسلكاً قد خالف فيه تقاليد البيئة، وكثيراً ما كان يتسكّع مع صعاليك العرب يغزو معهم ويتقاسمون ما غنموا. طرده والده وأرسله إلى أعمامه في حضرموت آملاً في تغييره، ولكنه بقي على ما هو عليه، إلى أن جاءه خبر مقتل والده. وعندها تيقظ من غفلته وأقسم أن يثأر لأبيه. وقال قولته الشهيرة: « ضيّعني أبي صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحوَ اليوم ولا سكر غداً، اليومَ خمرٌ وغداً أمر».
كان والده متجبراً على بني أسد، فثاروا عليه، فأهانهم وضربهم واستباح أموالهم، فقتلوه.
لم يولِ امرؤ القيس السلطة والجاه انتباهاً، بل كان مولعاً بالشعر ونظم القصائد، وكذلك فقد كان مولعاً بالنساء والخمر.
ومن أجل الانتقام لوالده، جمع امرؤ القيس جيشاً من بكر وتغلب وهجم على بني أسد، وقتل منه الكثيرين، ولكن من معه تركوه، فاستنجد بالقبائل التي لم تنجده، ولذلك لقب بالملك الضليل. توفي عام 540، بمرض الجدري كما قيل.
تعد معلقته من أشهر المعلقات، وتصنف كإحدى أجمل قصائد الجاهلية، وهو يقول في مطلعها:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيّهُم
يَقولونَ لا تَهلِكْ أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائِي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَهُ
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
التاريخ: الثلاثاء22-10-2019
رقم العدد : 970