خاطب زوجته بغضب وقال لها تأخرك إلى مثل هذا الوقت أمر مزعج.. ردت عليه بنزق وهي تحاكي ذاتها إزاء التعب والجري والتدافع وراء السرافيس، إذا أردت أن يزول قلقك لأصل إلى البيت باكراً عليك أن تؤمن لي وسيلة نقل، أو الحد الأدنى أن تسجل لي دورة تدريبية (باليوغا) أو دورة (جيم) عندها اتهيأ نفسياً وفيزيولوجياً للجري والركض وراء السرافيس.. وأضاهي الشباب والصبايا بالتدافع والتدفيش.. وقتها أصل بالتوقيت المحدد.. رد عليها ساخراً ما عرفتك يوماً تهزئين..!
قالت: يبدو أنك لا تعرف الازدحام الخانق بالبلد بعد الواحدة ظهراً.. ولا ترى التدافع والركض للإمساك به.. أغلب الأيام أمضي ساعات بانتظاره.. وبعد عناء شاق أحصل على جزء من مقعد (شعور بالإحباط والانتهاك).. لذلك عليك أن تعتاد أن تتناول وجبة الغداء وتنام ساعة كاملة قبل أن أصل إلى البيت.. ظن الرجل أن زوجته تبالغ.. فقال لها: صحيح هناك زحمة لكن ليست إلى هذا الحد.. غضبت من رده وقالت له: أنت رجل تستطيع أن تركض وراء السرفيس 200 متر وأكثر وتتدافع وتتشاجر مع الآخرين أما أنا لا طاقة لدي.. لهذا أتأخر.. فهمت..؟ وأسهبت قائلة له: إذ أردت السفر إلى حمص تصل قبل أن أتمكن من الوصول من البرامكة إلى أي حي في دمشق في مثل هذا الوقت.. يبدو أنك قد أصبت بعمى الألوان.. مثلك مثل محافظة دمشق وكأن المشكلة لا تعنيها أو أنك تتبع كما اتبعت هي أيضاً أسلوب التطنيش التي فخخت أوردتها وأبعدتها عن معاناة المواطنين.. والأجدى أن تعلن الحكومة عن مسابقات للإعداد البدني للمواطنين.. عنئذ تكون قد حلت جزءاً من الازدحامات الخانقة لمواطنيها.
علاء الدين محمد
التاريخ: الثلاثاء 29- 10-2019
رقم العدد : 17109