مع أن سنوات قليلة تفصل بينها وبين من التقت بهم مؤخراً.. إلا أن إحساساً بالفجوة الزمنية، وامتداداتها (التقنية)، أخذ يتسع في أعماقها ولم تستطع مجاراته.
ليسوا جيل (زِد/z ) الذي بدأت تنتشر تسميته في الفترة الأخيرة بقوة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل.. وليسوا الجيل الذي بعده، جيل (ألفا).. إنما ينتمون إلى الجيل التالي لجيلها مباشرةً، ما يعني أن تقارباً/ تفاهماً من نوع فكري، ثقافي، إنساني، يفترض أن يوجد.. لكنها لم تعثر عليه.
فرزت سريعاً الفواصل الزمنية لقائمة تصنيفات الأجيال التي أطلعت عليها وتعرّفت على الاختلافات التي لا تحتاج كبير تأملٍ لتبدو واضحة في سنوات تمتد من الجيل (إكس) إلى الجيل (ألفا)..
فكيف نملأ هوة الأزمنة..؟
كيف نخلق سبل تواصل فاعلة ومثمرة بين انتماءات لأجيال تتمايز أكثر مما تتقارب..؟
مع أنها تقتنع تماماً أن التمايز والفروقات وحتى الاختلافات بين الأفراد تُغني جميعها، التواصل الحياتي اليومي.. إذا كان قائماً على وجود قناة اتصال صحية.. يقف عليها كلا الطرفين، على أرضية يتشاركانها مدعّمة بقناعات أخلاقية وإنسانية مشتركة.
من (إكس) إلى (ألفا).. وربما إلى (بيتا) وما بعده، علينا إتقان فن تواصل يتناسب اطراداً مع سرعة النمو التقني “الرقمي” الذي يحيط بنا، والذي أفرز آليات تواصل وتعاطٍ تختلف كلياً عن أجيال (إكس) وما قبل (إكس)..
فكيف نمسك خيطاً زمنياً رقيقاً يجمع كل الأجيال.. يلتقطها دون أن يفرّط بأي منها..؟
وما السبيل الى تقليص وحدّ قدرة الذكاء الاصطناعي على خلق جيل لا هوية زمنية له..؟.

التالي