اللص أردوغان

 

 

الوصف الذي أطلقه القائد الرئيس بشار الأسد على أردوغان بأنه سارق القمح والنفط، والآن يسرق الأرض في إدلب يختصر الموقف السوري من الاتفاقية التي أبرمت بين بوتين واللص في سوتشي والتي لم تقر بوجود المنطقة الآمنة كما يراها الطرفان التي كان من المفترض أن يقيم عليها بعض الحالمين، كما كانوا يأملون بدعم أميركي خذلهم كما هو المعتاد في اللحظة الأخيرة وتركهم عرضة لمواجهة حرب إبادية من الأتراك، ما اضطرهم أو بعضهم إلى اللجوء إلى القيادة السورية بعد انسحابهم من المناطق الاستراتيجية المهمة التي ملأها الجيش العربي السوري فوراً، ليمنع الترك من حلم اقتطاع ما يسمى بالمنطقة الآمنة بحدود معروفة لتسكين السوريين الفارين إلى تركيا ليريح ذلك أردوغان المأزوم اقتصادياً، وسياسياً في بلده، كما يريح نسبياً بقية الدول الأوروبية التي ضاقت بالنازحين ولم تعد تحتمل بقاءهم فيها.
إن اتفاق سوتشي الذي تم بعد يوم واحد من لقاء أردوغان مع نائب الرئيس الأميركي بنس، علماً أنه قبل ساعة من هذا اللقاء كان يؤكد أنه لن يتحدث مع أميركا مهما كانت المستجدات، وأنتج هذا اللقاء اتفاقيات عديدة ليست إلا حبراً على الورق لكنها محاولة لإعادة اللص إلى الحضن الأميركي البارد وغير المؤتمن. إن أميركا تبرهن كل يوم أنها تأكل أبناءها عندما تنتهي من استخدامهم لإشباع نهمها كما فعلت مؤخراً مع صنيعتها (أبو بكر البغدادي) في مسرحية هزلية مكشوفة كما فعلت سابقاً مع بن لادن في توقيت مريب بهدف العودة إلى الواجهة، بعد فقد كل الأوراق.
لهذا سارع بوتين الحليف إلى عقد سوتشي لمنع هذه العودة أولاً، ولردع أردوغان من الاستفراد بالأرض السورية، إذ كان مسبوقاً – أي سوتشي – بتصريحات روسية جادة بأن الأرض، كل الأرض لسورية وأن أي وجود لأي دولة، وهنا يحدد أميركا وتركيا دون موافقة القيادة السورية هو احتلال بكل ما للكلمة من معنى، أي أن من حق سورية أن تدافع عن وحدة أراضيها وتطرد أي محتل منها استكمالاً للتحرير الكامل الذي سيتحقق بعد معركة إدلب، التي أطلق منها الرئيس الأسد مواقفه الأخيرة الحاسمة وتوصيفه لأردوغان خلال زيارة تؤشر إلى أن جهوزية الجيش العربي السوري أصبحت كاملة لهذا الإنجاز النهائي.
إن اتفاق سوتشي بين بوتين ولص القمح والنفط والمصانع قد يبدو في ظاهره أنه جاء لمصلحة أردوغان خصوصاً أن بوتين حرص على قضية التبادل التجاري بين البلدين بالروبل والليرة التركية، بينما أكد اللص على منظومة صواريخ S400. لكنها في حقيقة الأمر لجم للاندفاعة التركية وإعادة لأردوغان إلى الحضن الروسي، وما كان هذا ليتم دون التنسيق المسبق والمدروس مع الحلفاء سورية وإيران المتمركزتين في كل الميادين لمنع العملية الإبادية للأكراد وبقية المكونات في منطقة الجزيرة، وهو ما حذر الكرملين البعض هناك من التعنت، فتركيا تهدف إلى تغيير ديمغرافي بزج من تريدهم فيها من بقايا الإرهابيين وخصوصاً داعش وأخواتها.
يمكن معرفة نتائج سوتشي من التجهم الذي كان بادياً على بوتين وأردوغان في المؤتمر الصحافي الذى تلا الاجتماع، فبوتين يدرك أن هذا الاتفاق ليس في مصلحة اللص، والأخير يدرك أن الحبل ليس متروكاً على الغارب وخصوصاً أن الحرب كما أكد المسؤولون السوريون تعيش ربع الساعة الأخير من المؤامرة الكونية على سورية، وكما أكد الرئيس الأسد القائد التاريخي باعتراف الغرب ومعظم المسؤولين والمراقبين أن المعركة الفاصلة والنهائية هي في إدلب.
وإن غداً لناظره قريب…
د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 29- 10-2019
رقم العدد : 17109

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً