أوراق ترامب الانتخابية تحترق.. و كيل معارضيه طفح من رعونته

 

انطلاقاً من السياسات الأميركية المتبعة في التعاطي مع قضايا العالم والتي تحرص إداراتها المتعاقبة على تطبيقها يرتفع منسوب النفاق الأميركي الى أعلى مستوياته ضمن مراحل تواجد قواتها المحتلة في سورية التي كان ليدها العابثة فعل اشعال فتيل نار الارهاب لتستثمر فيها والتي ختمتها بخاتمها الارهابي ومن ثم احتلالها لأراضيها.
سياسات البلطجة الأميركية تلك دفعت بها لأن تغوص أكثر في مسببات تدمير الدول وإشعال الحروب حول العالم لخلق أرضيات خصبة للفوضى بطرق مباشرة وغير مباشرة.. وما كان لانطلاقة حلقات ما سمي بـ «الربيع العربي» وما خلفتها من دمار أنهك شعوب المنطقة بسبب الوحش الإرهابي الكاسر الذي صنعته واشنطن بأموال خليجية وأفكار وهابية، إلا تراكمات إضافية لذلك الفكر الممنهج ذي الاوجه المختلفة والمتلونة.
فمن الغزو الأميركي للعراق الذي كان تحت ذريعة كاذبة عن وجود اسلحة الدمار الشامل، إلى مشاركة واشنطن للنظام السعودي ومده بوسائل واسلحة إجرامه في عدوانه على اليمن، وأزمة اللاجئين ولعبها على وتر الانسانية المزيفة، إلى ورقة فزاعة «داعش» الإرهابي الذي لعبتها واشنطن مؤخراً من أجل تحديد جديد لتوازنات المنطقة الدقيقة، واستثمارها في خلق المزيد من الانقسامات والتفتيت، ورسم الجغرافيا السياسية وفق مصالحها النفطية، وتحقيق المزيد من صفقات السلاح.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم يواصل افعال البلطجة والنهب عبر الامعان في سرقة المقدرات السورية وتشدقه الوقح برغبته باستثمار النفط السوري تارة عبر احتلاله الاراضي السورية، وتارة أخرى عبر تفعيل دور اتباعه من مرتزقة على الارض.
الغايات على ما يبدو تذهب بأبعادها نحو الداخل الأميركي لتحاكي صداماته الداخلية والشرخ الذي خلفته تصرفات ترامب الرعناء، فما يعيده ترامب ويلونه بألوان الانتصار المزيف يبدو أنه لم يعد يجديه نفعاً على الصعيد الداخلي.
فهو في الأمس سارع لإعلان مقتل متزعم تنظيم «داعش» الارهابي ابو بكر البغدادي، وقبلها زعم بتمكنه من القضاء على تنظيم «داعش» وهو ما أظهرته الايام فيما بعد بأنه مجرد جعجعة استعراضية كونه بلا أدلة، أما بروباغنداته المالية التي يريد أن يغني بها خزائن واشنطن لإسكات مناصري عزله بعد أن اقترب اجله الرئاسي وبدأ معارضوه يسحبون البساط من تحت قدميه فكان لابد من إضافة زخم لاكاذيبه.. لكن كلها على ما يبدو بلا فائدة، حيث إن كيل الاحتمال الأميركي لتصرفاته الرعناء قد طفح على الصعيدين الداخلي والخارجي.
عضو مجلس النواب من الحزب الجمهوري والمرشحة للرئاسة الأميركية تولسي غابارد تعتبر إن ترامب يحرف المهمة الموكلة للجيش الأميركي، وتؤكد استخدام ادارة ترامب القوات العسكرية للولايات المتحدة في سلب السوريين نفطهم.
غابارد أكدت أن هذه الموارد النفطية تعود للشعب السوري، معتبرة أنه من المفيد معرفة أن هذا الإجراء يمثل مثالاً ودليلاً جديداً لعملية الاستيلاء المنفذة بأسلوب حديث، والتي تجري في سورية منذ 8 أعوام، وتحرم الشعب السوري من المصدر الأساسي للموارد والطاقة التي يحتاجون إليها من أجل البقاء على قيد الحياة وبدء إعادة البناء.
صحيح أن تلك الادانات ساهمت بصفع ترامب على وجه اطماعه، إلى جانب صفعاته المتتالية عبر انتصارات الميدان السوري التي حققها الجيش العربي السوري من خلال تحريره الغالبية الساحقة للأراضي السورية من الارهاب وبالتالي تمكنه من قلب الطاولات على رؤوس محور العدوان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية إلا أن هذه الانتقادات هي للاستثمار الدعائي فقط اذا لم يجر تجريم ترامب اميركياً على افعاله هذه وكف يده العابثة عن نهب مقدرات السوريين والا فهي وبشكل مؤكد مجرد سباقات انتخابية لتنحية ترامب وإبعاده عن البيت الابيض في الانتخابات القادمة لا أكثر ولا أقل.. وبمعنى ادق هي من ضمن حملاتهم الانتخابية او «التشهيرية» بين خصوم البيت الابيض من الحزبين الحاكمين.
أما الدولة السورية فلا تعول على التصريحات الأميركية وواثقة أنها ستستعيد كل أراضيها وتدحر المعتدين والمحتلين عاجلاً أم اجلاً.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 5 – 11-2019
رقم العدد : 17115

 

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها