يعكس المشهد في الشمال السوري حقيقة واحدة باتت ثابتة ومتجذرة بعيداً في عمق الواقع، وهي انتصار الدولة السورية على منظومة الإرهاب بشكل عام -سواء أكانوا دولاً وتنظيمات أم كانوا أدوات وأذرعاً-، وهذا بالتالي يعني انهيار ذاك الجسم الإرهابي بشكل كامل على الأرض برغم محاولات أطراف الإرهاب، لاسيما الأميركي والتركي ضخ جرعات جديدة من الإرهاب في الواقع الميداني.
فالمعلومات التي سربتها وزارة الخارجية الروسية حول قيام منظمة (الخوذ البيضاء )الإرهابية بالتحضير لهجمات إرهابية باستعمال الأسلحة الكيمائية يندرج في هذا السياق، سياق هزيمة المشروع الإرهابي في سورية، والذي يعني أن أطراف الإرهاب قد وصلت إلى طريق مسدودة وباتت في حالة صعبة جداً لم يعد ينفع فيها ومعها إلا اللجوء مجدداً إلى استحضار الخيارات والأوراق المحروقة التي لطالما تراكمت من إخفاقات وهزائم تلك الأطراف، بالرغم من يقين تلك الأطراف، وخاصة الأميركي و التركي باستحالة تغيير القواعد والمعادلات المرتسمة، ليبقى الأثر الفعلي لاستحضار تلك الخيارات والأوراق المحروقة محصوراً فقط في محاولات إحداث الفوضى والعبث بالحالة السياسية التي تتجه نحو الاستقرار والفعل المنتج.
يبقى المشهد أسيراً لإيقاع الميدان الذي باتت زمام أموره بيد الدولة السورية بشكل كامل ومطلق، وهذا الأمر يعني أن كل ما تقوم به أطراف الإرهاب من محاولات إحداث الفوضى والعبث بخطوط وحوامل المشهد هو مجهض سلفاً، بحكم ضرورات اللحظة الاستثنائية التي توجب وتفرض على الولايات المتحدة والنظام التركي الانصياع والاستسلام إلى القواعد والمعادلات المرتسمة، وليس التهرب والهروب إلى الأمام واستحضار الخيارات الساقطة والأوراق المحروقة التي غطى رمادها وجه الإرهاب.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 5 – 11-2019
رقم العدد : 17115