بعد فضح ماكرون ضعف «الناتو»..برلين تتمسك بعباءة واشنطن لحماية أوروبا!

«الموت السريري أو الدماغي» لا فرق بينهما، يبدو أنها الحقيقة التي يحاول الناتو إخفاءها ولكنها انكشفت من الحلف ذاته، رغم محاولاته للتغطية على هذا التأهرم الذي يصيبه بمقتل، وهو يسعى بكل الوسائل ومنها شن الحروب الخارجية لإظهار كيانه العدواني بمظهر القوة والحيوية التي لا تنطفئ، وما الخلافات المستعرة بين أعضائه أيضاً إلا وجه آخر لهذا الموت، الذي يكشف الواقع الحالي ويفضح السر على الملأ.
ولأن في كشف المستور هذا صفعة للناتو، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم تستطع إلا أن تحاول إنهاض هذا الميت والتغطية على الفضيحة بعد أن وصفت أمس حلف شمال الأطلسي بالقول: بأنه «الركيزة الأساسية لدفاعنا»، حيث جاء ذلك في بيانها الأسبوعي الذي خصصته لإحياء الذكرى 64 لتأسيس الجيش الألماني « كما يأتي كلامها في تصريح يخالف موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الحلف الذي وصفه أنه في حالة موت سريري.
ووفقاً لميركل التي ستلتقي ماكرون على عشاء في برلين، برفقة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أضافت: فقد أصبح واضحاً أن علينا كأوروبيين وكدول في الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف شمال الأطلسي، تحمّل المزيد من المسؤولية في المستقبل».
وبحسب تعبيرها، «ذلك يعني أن علينا تقوية قيادة الجزء الأوروبي من الحلف، ولدينا لذلك تعاون هيكلي في مجال السياسة الدفاعية في الاتحاد الأوروبي، وهي ما نسميها «بسكو».
هذا الوهن يظهره التمسك بواشنطن رغم حالات الإذلال التي تمارسها على حلفائها الأوروبيين في الناتو ربما ظهر أيضاً بعد أن حذا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس حذو ميركل، واعتبر ماس أن بلاده وأوروبا غير قادرتين على حماية نفسيهما بلا دعم أميركي، وأن اتباع سياسة خارجية وأمنية بعيدة عن التعاون مع واشنطن، توجه غير مسؤول.
وكتب ماس في مقال نشرته مجلة «دير شبيغل» أمس: بالنسبة لألمانيا، من الواضح أنه كان من الخطأ لو بدأنا تقويض حلف الناتو.. من دون الولايات المتحدة، لن تستطيع ألمانيا أو أوروبا الدفاع عن نفسها بشكل فعال.
وأضاف: إن اعتماد سياسة خارجية وأمنية دون واشنطن سيكون توجها غير مسؤول، والفصل بين أمن أوروبا وأميركا أمر خطير.. لسنوات عديدة سنبقى بحاجة لحلف شمال الأطلسي، فهو يرمز إلى تقاسم الأعباء والتعاون الدولي وتعددية الأطراف، أوروبا القوية وذات السيادة هي جزء من حلف الناتو ولا ينبغي اعتبارها بديلاً عنه. وأيد ماس فكرة تشكيل مجلس أمن أوروبي كهيئة توحد جهود الأوروبيين الأمنية و»الدفاعية»، مشيراً إلى أن بريطانيا يجب أن تكون عضواً فيها، حتى لو تركت الاتحاد الأوروبي.
وكان ماكرون قال: إن التنسيق داخل الناتو بات مفقوداً بشكل كامل وإن الحلف يمر بحالة «موت دماغي»، مشيراً إلى ضرورة أن تبدأ أوروبا في التفكير في نفسها كقوة جغرافية سياسية مستقلة، وإلا فإنها لن تتحكم في مصيرها.

وكالات- الثورة:
التاريخ: الاثنين 11-11-2019
الرقم: 17119

 

 

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي