يخيم الانتظار على المشهد في الشمال، فيما لا تزال تترقب من بعيد تلك الطموحات والأوهام الاحتلالية والاستعمارية والانفصالية التي بددها الجيش العربي السوري بالعزيمة والتضحيات والبطولات الجسام.
إذاً، الانتظار هو سيد الموقف في الشمال، انتظار من جهة لإنجاز التفاهمات والالتزامات التي تعهد بها التركي والأميركي وأدواتهما على الأرض بالرغم من أن الرهان على هذا الأمر بات من المستحيلات نتيجة مواصلة الطرفين لسياسة الخداع والمناورة والهروب إلى الأمام، وانتظارٌ من جهة أخرى لحسم الموضوع برمته من قبل دمشق وحلفائها، لجهة القضاء على الإرهاب بشكل مطلق وتحرير وتطهير كل تراب الوطن من الغزاة والمحتلين.
الواضح أن السلوك الأميركي ومعه سلوك النظام التركي اللذان ينبعان ويصبان في خانة الابتزاز والاستغلال واجترار العبث بالمعادلات والقواعد التي رسمتها الدولة السورية والتي باتت متجذرة بعيداً في عمق المشهد، ليسا في وارد مقاربة الواقع بشكل موضوعي ومسؤول أقله خلال هذه المرحلة، ولعل لقاء ترامب – أردوغان غداً يندرج ضمن هذا السياق، سياق الهروب إلى الأمام والإصرار أكثر على محاولات ضرب حوامل وعناوين الواقع، وهذا ما يجعل من الإصرار على المضي قدماً في طريق محاربة الإرهاب أمراً حتمياً لمواجهة كل تلك المحاولات التي تجهد فيها أطراف الإرهاب لتخريب الوقع الميداني والسياسي.
نؤكد مجدداً أن قرار دمشق كان ولا يزال واضحاً وحاسماً في محاربة الإرهاب وسحقه ودحره من كل ذرة من تراب هذا الوطن الطاهر، ما يجعل الخيار الوحيد للأميركي والتركي ومن يدور في فلكهما، يتمثل بالتخلي عن الطموحات والأوهام البالية وهذا لا يكون إلا بمواجهة الحقيقة ومقاربة الواقع بشكل مسؤول وجدي، ذلك أن الميدان بمعادلاته وقواعده بات أكبر من كل محاولات العبث بعناوينه، لاسيما مع بدء تصدع وانهيار منظومة الإرهاب برمتها ليس في سورية فحسب، بل في المنطقة والعالم بشكل عام.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 12-11-2019
الرقم: 17120