الملحق الثقافي:
يتتبع الكاتب والمؤرخ الألماني يورج بابروفسكي العنف عبر العصور من القرون الوسطى إلى العصر الحدبث، في كتابه “العنف والإنسان”. وقد صدر الكتاب عن دار صفصافة للنشر من ترجمة الدكتور علا عادل.
يسلط الكتاب الضوء على وجوه العنف المتعددة التي نتورط في ممارستها بوعي أو دون وعي. يتجاوز الكتاب كذلك صور، وتمثلات العنف الآنية، وربطها بديانات وشعوب محددة، مسلطاً الضوء على علاقة الإنسان بالعنف الممتدة عبر التاريخ، وفي مختلف الثقافات والمجتمعات. يقول: “ينتشر العنف في كل مكان، يتضارب الناس ويتقاتلون مبررين ذلك بدافع الطاعة، أو لكونهم مجبرين، أو بحكم العادة، أو بدافع السعادة، لقد قضيت سنوات كثيرة من حياتي أبحث عن إجابة سؤال ما يفعله الناس في العنف؟، وكيف يشكل العنف الناس”.
ويضيف: “يغير العنف كل شيء، ومن يتعرض له يصبح شخصاً آخر، معايشة العنف شأنها شأن رحلة إلى عالم جديد، حيث تسود قواعد أخرى ويعيش أشخاص آخرون، ما أن تطأ قدمك موطن العنف حتى تعرف أنه لم يعد أي شيء كما كان. ويتساءل الكاتب: “هل الإنسان المعاصر أقل عنفاً من إنسان العصور الوسطى، وإلى أي مدى ساهمت الحياة المدنية الحديثة في ترويض العنف البشري، أم العكس، هل الإنسان المتحضر أصبح أكثر شراهة لممارسة العنف، لكن عبر صور جديدة ومختلفة عن صور العنف المعتادة؟”.
وينهي الكاتب كتابه بالتساؤل التالي: “أليس هناك أمل، بأن توجد نهاية للعنف؟” ويقف عند التساؤل من دون أن يقدم إجابة شافية وواضحة.
التاريخ: الثلاثاء12-11-2019
رقم العدد : 973