عندما تكون الشراكة الإبداعية محفزاً للنجاح

 

تتضافر مجموعة من العوامل لإنجاح العمل الفني (موسيقا، مسرح، سينما، دراما تلفزيونية..)، ولعل واحدة من أهم تلك العوامل والتي قد لا يأخذها كثيرون بعين الاعتبار هي الشراكة الإبداعية ضمن العمل الواحد، خاصة إن كان يتطلب جهداً جماعياً، فالروح الواحدة والعمل ضمن إطار الفريق وأن يلتقي الجميع عند نقطة الخوف والحرص على المشروع والسعي لتقديم الأفضل ضمن هذه الروح الجماعية ربما تعطي دافعاً وتعكس حالة من الإبداع قد لا تتوفر في أعمال مشابهة تفتقد لهذه الروح، لا بد تشكل في مكان ما محفزاً للإبداع ودافعاً النجاح.
ذلك كله يثير مجموعة من التساؤلات: إلى أي مدى الشراكة الإبداعية مهمة في العمل الفني وتمتلك القدرة على إنجاحه وإظهارها بالشكل المختلف؟ ووجودها ضمن فريق العمل إلى أي مدى يمكن أن يساهم في عملية إيصال العمل الفني إلى الناس بالشكل الأمثل؟ ما القيمة المضافة التي يمكن أن تمنحها له؟ إلى أي مدى الأجواء الإيجابية أثناء تصوير عمل درامي تمنح الممثل القدرة على العطاء بشكل أفضل؟ وهل حالة الانسجام عالية المستوى بين أفراد فريق العمل يمكن أن تنعكس على الشاشة؟.. للإجابة عن تلك الأسئلة توجهنا إلى عدد من الفنانين والمبدعين والحصيلة نرصدها عبر السطور التالية.
المتلقي شريك
يؤكد المخرج الليث حجو أن أعماله قائمة على فكرة الشراكة، فالعمل شراكة جماعية بكل عناصره ولا يمكن لفرد أن يصنع النجاح منفرداً، مشيراً إلى أن المتلقي أيضاً يعتبر شريكاً عبر كيفية تلقيه وتفاعله مع العمل وبالتالي هو شريك حقيقي في نجاحه، ورأى أن أي عنصر في العمل قادر أن يساهم في إفشاله أو إنجاحه.
ورأت الفنانة أمانة والي أن عدم وجود انسجام بين أعضاء فريق العمل ضمن المسلسل يعتبر كارثة، لأن العلاقة الطيبة والحب فيما بينهم كلها أمور تظهر عبر المسلسل، فهذه الروح تنعكس بطريقة أو بأخرى على الشاشة أثناء العرض ويشعر بها الجمهور، وبالتالي عندما ترى مشهداً لفنانين على الشاشة وتحب أداءهم فمن المؤكد أنهم يحبون بعضهم البعض لذلك يمنحون المشهد كامل إحساسهم ويعطون كل ما لديهم، فالحب بين أفراد مجموعة العمل يجعل التواصل أكبر.
بين الربح والخسارة
يشير الفنان جرجس جبارة إلى أهمية وجود حالة من الشراكة الإبداعية في العمل الفني، يقول: للأسف الصيغة التجارية هي الغالبة، ففي النتيجة المنتج تاجر، واليوم بات المنتج الفنان عملة نادرة في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى المنتج المتفهّم للحالة الفنية والإبداعية، وأرى أنه علينا إيجاد هذه الحالة التي تتحدث عنها لأن المشاهد ذكي ويقول إنه شعر بهذه الحالة أو لم يشعر، الأمر الذي يحملنا الكثير من المسؤولية. ففي العمل الفني نحن شركاء في الخسارة والربح على حد سواء، والحالتين مرتبطتين بالجمهور فإما أن يحب ويتابع ما نقدم أو يعرض عنه لأنه لم يقتنع.
وتشاطره الفنانة روعة ياسين الرأي مؤكدة أن الشراكة والانسجام مع فريق العمل أمر مهم جداً وينعكس بشكل إيجابي على النتائج لأنه يجعلك تعمل بحب واندفاع فتأتي إلى موقع التصوير لتؤدي دورك وأنت مرتاح، تقول: تشعر بأهمية وجود هذا الانسجام بشكل حقيقي عندما يكون الدور طويلاً، أما إن كان الدور قصيراً والتصوير لعدة أيام فيمكن أن يمر بغض النظر عن الأجواء العامة، ولكن للأسف مثل هذه الأجواء لا تتوفر دائماً في موقع التصوير.

التاريخ: الاثنين 18-11-2019
الرقم: 17125

 

 

آخر الأخبار
دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر