يوم اثر آخر تضيق المساحة الجغرافية، ومساحة الكذب التي لعب الأميركي كثيرا عليها مع التركي، حينما حاولوا عبثا ايهام العالم أن قواتهم التي دخلت الأراضي السورية محتلة، هي قوات لأجل إحلال السلام والقضاء على الإرهاب، الا أن حبل الكذب قصير جدا، ورائحة النفط التي أسالت لعاب الرئيس دونالد ترامب، أصابته بشيء من الخدر، فقال الحقيقة من حيث يدري او لايدري.. حقيقة ان دخوله الاراضي السورية كان لأجل النفط لا لأجل محاربة «داعش»، وكيف يحارب شيئا هو من صنعه ودعمه، وحوّله الى مطية وذريعة لتحقيق أهدافه ومطامعه في المنطقة؟
تضيق المساحة على ترامب وادارته لتضيق معها مناورات الكذب والخداع، وتبدأ الحقائق بالانجلاء شيئا فشيئا، وتتضارب في ذات الوقت تصريحات الادارة الاميركية، فيكذب كل على راحته.. ففي الوقت الذي أعلن فيه ترامب يوم الأربعاء الماضي أن بقاء قوات بلاده المحتلة في سورية هو من اجل النفط فقط، كان وزير دفاعه مارك إسبر يروي للصحفيين قصة مختلفة، وهو أنه ترك المئات من قوات بلاده من أجل قتال «داعش».
يناور الاميركي بما تبقى له من مساحة جغرافية احتلها، ومن وقت مستقطع للكذب، لكن الحقيقة هي أن ما من وقت بات أمام الادارة الاميركية، فسورية والسوريون لن يتركوا شبرا من ارضهم تحت الاحتلال، وجميع الوسائل لاستعادتها ممكنة ومتاحة، والاكثر من ذلك هي محقة وواجبة على الحكومة السورية، ومما لا شك فيه أن الاميركي يعي جيدا أن امكانية استدامة احتلاله للاراضي السورية شيء محال، لذلك يبحث دائما عن حجج كمحاربة الارهاب، وحماية الحلفاء لاطالة امد بقائه لسرقة النفط السوري اكبر فترة ممكنة، ولكن رغم ذلك فالوقت بدأ بالنفاد من عقارب ساعة ترامب، وقادمات الايام ستؤكد أن ابطال الجيش العربي السوري، والحكومة والشعب السوري لن يرضوا ببقاء حبة تراب سورية محتلة، لتسير الامور على الخريطة السورية بتوقيتنا وعزيمتنا لا بتوقيتهم وكذبهم.
Moon.eid70@gmail.com
منذر عيد
التاريخ: الاثنين 18-11-2019
الرقم: 17125