بين الحسكة وحلب، خطوة استراتيجية أخرى في طريق تحرير شمال سورية من الاحتلال التركي وعدوانه وأطماعه ومن مرتزقة الإرهاب الأطلسي، حيث يثبت الجيش العربي السوري مجدداً أقدامه وبندقيته ويعيد انتشاره وسيطرته في تل تمر ومحيط الطريق بين المحافظتين في إنجاز عسكري جديد.
هذه التطورات العسكرية باستعادة الجيش للمناطق المحتلة من الإرهابيين والمجرمين وقطاع الطرق واللصوص والسارقين والخاطفين بتوصيفاتهم وتفاصيلهم وأشكالهم وألقابهم والمتأرجحين في مواقفهم، تفرز المزيد من الرسائل وتشي بالكثير من المفردات السورية، وتؤكد بأن كل طرق ومناطق البلاد عائدة إلى حضن الوطن الأغلى والأقدس، وأن العراقيل الموضوعة لا بد مفككة مهما بلغت تشابكاتها وحجم تحدياتها.
هنا حيث تدخل معادلة تحرير جديدة وتضاف إلى سلسلة المعادلات التي سبقتها، فهي تعزز وتفتح الأبواب والعتبات أمام أخرى تنتظر الإرادة السورية، وتكرس لغة النصر، مبشرة بكسر شوك الإرهاب والمحتلين والمعتدين وبقرب طردهم ومكافحة إرهابهم، وأن الاستبداد والطغيان الذي مارسوه بدأ سحره ينقلب على مستثمريه ومشغليه، فالأرض السورية يرفض رحمها المقاوم الحثالة والعملاء والمرتزقة.
ما يعني أننا في مرحلة استراتيجية زاخمة من العد العكسي، عقارب ساعتها بيد الجيش العربي السوري، يدفع بها إلى إفراغ سلل أردوغان المحتل وثلته وإحراق جشعهم ولصوصيتهم وتكبيدهم مزيداً من خسائر الإفلاس، وإن حاولوا فتح واستمالة جبهة شمال اللاذقية وشن هجمات إرهابية عنيفة على الجيش، وعاودوا إطلاق قذائف حقدهم على حلب وغيرها للخروج من الهاوية، فهذا لا يغير من حسابات الميزان ولا من المعادلات السورية المفروضة، كما يقوضّ أوهام النظام التركي ويقطع طريقها أمام لعابه الذي يسيل كترامب نحو نفط الجزيرة السورية وثرواتها، كما حطم سابقاً وَهْم دي ميستورا ومشغليه بكيان شرق حلب، وحطم معها الألغام السياسية.
خطوات التحرير بثبات تنجز، ومحاولات إشعال الفتن وإشغال جبهات هنا وهناك لمعاودة ذات النغمة الشاذة والنشاز وكسر الطوق المقاوم، ليست خافية بل واضحة، وسورية عقدة الحزام الواحد والطريق الواحد، تؤكد مجدداً أنه لا رجوع للوراء مع كل هذه الإنجازات على الإرهاب، ومع إنجازات التصحيح وعطاءاته، وفي رسائل دمشق الأخيرة لغة قوية للتحرير.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 19 – 11-2019
رقم العدد : 17126