لبنان.. مفتوح على المجهول

 

 

التطورات التي آلت إليها الأمور في لبنان حتى الآن ليست سوى قمة جبل الجليد، فالآتي كما يجمع المطلعون أعظم بكثير، إذ إنه مفتوح على المجهول وهو هنا معلوم أي الفراغ والفوضى والمصادمات التي قد تؤدي إلى حرب أهلية المستهدف فيها أولاً وأخيراً المقاومة وبيئتها، بعد أن تنامت إلى الحد الذي لم تعد إسرائيل تحتمله وبالطبع سيدتها أميركا التي لا تعمل إلا لأجلها وتوفير أمنها بأي ثمن.
لقد سقط المشروع الأميركي وحلفاؤه في سورية والعراق كما سقط هذا المشروع بشكل لا تحتمله قوة عظمى في اليمن، رغم أنها ما زالت تحاول البقاء للحصول على بعض حصة في سورية من خلال تركيا، وفي العراق من خلال (ثوارها) الذين أصبح كل همهم طرد إيران. وفي اليمن من خلال اتفاقية الرياض المرفوضة جملة وتفصيلاً.
إذن لم يبق أمام أميركا إلا لبنان الذي تريده أن يكون جائزة ترضية لإسرائيل فتركيبته الخصبة لإنتاج مواجهات تؤدي إلى حروب أهلية تتيح لها كما تخطط السيطرة على النفط والغاز الموعودين وفي الوقت ذاته تضيق الخناق على حزب الله اقتصادياً واجتماعياً لتفكيكه عن بيئته وبالتالي تسهل مسألة ضربه.
عندما نزل الناس إلى الشارع بداية كانت القضايا مطلبية ومحقة وقد وصفها قائد المقاومة أنها عفوية إذ إنها أساساً مطالب حزب الله والتيار الوطني بمكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين وإعادة المال المنهوب منذ 1992، بعد أن تحول لبنان إلى دولة ريعية، وهكذا تطورت الديون التي كانت 13 ملياراً إلى نحو 100 مليار دولار.
إذن وصل لبنان إلى حافة الهاوية ووصلت الأمور إلى الرغيف ولم يعد بإمكان أحد إلا أن يركب الموجة.
هنا تدخلت الطوابير الخامسة وحرفت المطالب إلى مطالب سياسية واعتبرت أن الجميع شركاء في ذلك حتى تطول حزب الله والتيار الوطني ورئيس الجمهورية.
السيد حسن نصر الله فهم اللعبة، بل كان يفهمها قبل أن تحدث ويحذر منها عندما أعلن في خطاباته أن الحزب أقوى من أي وقت مضى تسليحاً ومالاً وجهوزية. ولهذا انسحب من الساحات وتركها للشعب الموجوع وهو سهل الاختراق بالمال.
وجاءت مقابلة الرئيس اللبناني الأخيرة الثلاثاء الماضي لتزيد الأمور اشتعالاً، والحقيقة أن كل شيء كان جاهزاً للرد السلبي سواء لبى الرئيس المطالب أم لم يلبها.
بقي أن نقول ونأمل أن نكون مخطئين إن ميليشيات الحرب الأهلية المعروفة بدأت ترسم مناطق نفوذها بقطع الطرقات لأخذ لبنان إلى الكانتونات الطائفية.

د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 19 – 11-2019
رقم العدد : 17126

 

آخر الأخبار
تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية