في شهادة يأمل الديمقراطيون ويعولون عليها في تحقيقاتهم لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يصف حزبه ما يجري بأنه مسرحية سياسية تثير استهزاءهم، تدخل الجلسات العلنية للاستماع لإفادات الشهود اليوم يومها الثالث والأخير من أسبوعها الثاني في إطار مساءلة العزل هذه.
وخلال الإدلاء بشهادته في هذا التحقيق الذي يقوده مجلس النواب الأميركي، قال سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، أمام أعضاء لجنة المخابرات في المجلس أمس: إن الرئيس دونالد ترامب أمره بالعمل مع رودي جولياني- المحامي الشخصي لترامب- بشأن مسائل تتعلق بأوكرانيا، موضحاً أن وزير الخارجية مايك بومبيو كان على علم بذلك وأيد تماما تلك الجهود.
وقال سوندلاند: إن جهود جولياني لحث الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للتحقيق مع منافسي ترامب السياسيين كانت مقايضة مقابل ترتيب زيارة لزيلينسكي إلى البيت الأبيض. وأول أمس أتاحت الجلسات العلنية التي أطلقها الديمقراطيون الاستماع إلى اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان المستشار لدى البيت الأبيض الذي روى شعوره بالقلق إزاء المكالمة الهاتفية «غير اللائقة» التي أجراها في 25 تموز الماضي ترامب مع زيلينسكي، وطلب منه خلالها التحقيق في نشاط لخصمه الديمقراطي جون بايدن.
وعلى وقع هذه الشهادات والتحقيقات التي يصفها بأنها مطاردة «الساحرات» وصف ترامب، التحقيقات في قضية عزله، بأنها عار على الولايات المتحدة.
هذه التحقيقات بدورها تلقي بظلالها على مستقبل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بعد أن كشفت مصادر مطلعة لصحيفة «تايم» أنه، ينوي الاستقالة من منصبه للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ التابع للكونغرس. ونقلت الصحيفة عن 3 سياسيين جمهوريين: إن بومبيو يعتزم الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ عام 2020م عن ولاية كنساس، وأنه خطط في البداية للبقاء في منصب وزير الخارجية حتى أوائل ربيع العام المقبل، لكن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك تحقيق عزل ترامب، تلحق بوزير الخارجية أضرارا سياسية وتخرب علاقاته معه. ودفعت هذه التطورات بومبيو حسب ما قاله المسؤولون الجمهوريون الـ3، إلى مراجعة مخططاته، فيما بينوا أن موعد استقالته سيتوقف الآن على قدراته على ترتيب الانسحاب من الإدارة بشكل أكثر سلاسة.
لكن المصادر لم توضح ما إذا بحث بومبيو نيته هذه مع ترامب، إلا أن الشائعات حول عزمه ترك منصبه للترشح في مجلس الشيوخ تدور منذ وقت طويل، رغم أنه قال بنفسه إنه لا يعتزم المشاركة في السباق الانتخابي التشريعي، كما نفى مساعدون له سابقا الأنباء حول استقالته المتوقعة.
هذا الموقف أكده كذلك لـ»تايم» مصدر مقرب من وزير الخارجية، حيث قال: إن بومبيو يركز فقط على تحقيق أهداف السياسة الخارجية للرئيس ترامب وتنفيذ مهمته بحق الشعب الأميركي ووزارة الخارجية، وكل من يدعي العكس مخطئ.
لكن التسريبات الجديدة تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه بومبيو لانتقادات من قبل كل من أنصار ترامب ومعارضيه، حيث يتهمه الطرف الأول بعدم حماية المسؤولين القدامى في وجه الضغط الذي تتم ممارسته عليهم في ظل التحقيق بشأن عزل الرئيس، بينما ينتقده الجانب الثاني بعدم اتخاذ إجراءات كافية لحماية ترامب في ظل شهادات خطيرة من قبل بعض موظفي الوزارة في سياق القضية.
وكالات-الثورة
التاريخ: الخميس 21 – 11-2019
رقم العدد : 17128