الرياضة الحقيقية والمنتجة والمثمرة تقوم على ثلاثة عوامل أساسية اللاعب والمدرب والحكم، ولكل منهم دوره في التفوق والتألق ويجمعهم حب اللعبة والاندفاع والتفاني وتحمل الصعاب، هذا ما يجب ان يكون بعيداً عن المؤثرات الجانبية مثل الحاجة المادية والوضع النفسي والظروف التي دون شك لها دور ولكنه ثانوي مقارنة بما تقدم في بداية الحديث والأدلة كثيرة، فالمال ضروري ولكن وحده لا يصنع بطلاً كون الرياضة أصبحت صناعة نحن بحاجة للعنصر الخام وهو اللاعب، ثم يأتي بعدها بقية الأدوات الكفيلة بصنع هذا البطل ومنها الحكم.
الحكم إلى الآن لم يأخذ حقه كما يجب وكما يستحق من الناحيتين المادية والمعنوية، حيث مازال دوره محصوراً قابعاً في الظل، هنا أتحدث عن الحكم في الألعاب الفردية، فحكامنا يملكون المؤهلات والإمكانات التي تظهر في أول فرصة تعطى لهم، وكان أولها الفرصة التي قدمت لحكم المصارعة الدولي هيثم حوراني، الذي كلف بشكل رسمي من قبل الاتحاد الآسيوي بتحكيم بعض أدوار بطولة آسيا للملاكمة للشباب والشابات التي أقيمت مؤخراً في منغوليا، حيث قام بتحكيم أقوى النزالات وأظهر براعة وقدرة أثارت إعجاب اللجنة المنظمة للبطولة، وتميز تحكيمه بالعدالة والحياد والنزاهة، هذه الفرصة الثمينة التي جاءت عبر ترشيح الاتحادين الدولي والآسيوي تعد إنجازاً بحد ذاته، كونها أكدت على قدرة حكمنا على التميز وسط العديد من الحكام المشهود لهم بباعهم الطويل في هذا المجال من جهة، واستحقاقاتهم المالية من جهة أخرى، حيث لا يزال أجر مدربينا خجولا وهزيلا .
حكامنا بحاجة لدورات تدريبية خارجية مستمرة للإطلاع على كل جديد كون القوانين تتغير وتتبدل باستمرار، وهذا يتم عبر التعاون مع الاتحادين الدولي والآسيوي الذي ينظم هذه الدورات التثقيفية نظرياً وعملياً، وهذا الأمر يجب أن يدرج في الخطة السنوية لعمل أي اتحاد يطمح أولاً لرفع مستوى لعبته، وثانياً لتألق حكامه في الاستحقاقات المحلية والخارجية .
لينا عيسى
التاريخ: الجمعة 22-11-2019
الرقم: 17129