الإجراءات الرادعة

الحراك الحاصل ما بين التجارة الداخلية وحماية المستهلك من جهة، والتجار من جهة ثانية، والاقتصاديين من جهة ثالثة، فيما يخص الآثار الناجمة عن زيادة الرواتب بغية السيطرة على السوق.. هذا الحراك الدائر حالياً يستحق الوقوف عنده، التجارة الداخلية تؤكد أن إجراءاتها ستضع حدا لكل متلاعب بالأسعار ليس فقط من خلال تسيير دوريات مكثفة على الأسواق، وأرقام الضبوط التي تسجل يومياً، وإنما من خلال اتخاذ إجراءات عقابية بحق المخالفين، وخاصة بعد ما شهدته السوق من فلتان وارتفاع في الأسعار في المحافظات كافة خلال الأيام هذا الارتفاع الذي لا مبرر له، وما تقوم به مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليس مجرد حملة مؤقتة، وإنما عمل مستمر ما دام هناك ضعاف نفوس يحاولون خلق فوضى أو بلبلة في الأسواق.
طبعاً التجار لا ترضيهم هذه الإجراءات المتخذة، وخاصة أن حملات تتم على مخازنهم التي تعج بالمواد وأن أغلبية هذه المواد مستوردة قبل ارتفاع صرف الدولار الذي نشهده هذه الأيام بكثير، ناهيك عن تلك المواد المصنعة محلياً ولم تدخل في مسألة سعر الصرف أيضاً، لكن الطمع والجشع مسيطر على جيوبهم التي لا تعرف حداً لتضخمها، من كل ذلك نستنتج أن هؤلاء التجار يلجؤون إلى احتكار المواد في مخازنهم من خلال عدم ضخها إلا بالسعر الذي يريدونه هم لا التجارة الداخلية.
أما الاقتصاديون فيؤكدون أن الحفاظ على الآثار الإيجابية لزيادة الرواتب يتم من خلال منع الاحتكار من أجل توفير المزيد من العرض لما قد يتحقق في زيادة الطلب، مبينين إلى أن كتلة نقدية جديدة بحدود /500/ مليار ليرة سورية، معظمها ستظهر بالطلب في الأسواق على السلع، منها غذائي ضروري، من هنا نصل إلى نتيجة مفادها أن احتكار المواد التموينية والغذائية جريمة يجب أن تطول كل من يسهم بها.
من كل ذلك الحراك نستنتج أن الذي يتم من قبل ضعاف النفوس من التجار والباعة يحتاج لمعالجة فورية من قبل المعنيين، ونعتقد جازمين أن التجارة الداخلية وبعيداً عن هذا الحراك الذي لا يقدم ولا يؤخر، تؤكد أنه لن يتم التساهل باتخاذ أقصى الإجراءات الرادعة بحق من لا يلتزم بتداول الفواتير بين حلقات الوساطة التجارية، مثلما هي ملتزمة بتوفير مختلف السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية والضرورية للمواطنين بمواصفات وأسعار مناسبة، وعدم السماح لضعاف النفوس باستغلال مرسومي زيادة الرواتب، ناهيك عن عدم السماح باحتكار أي مادة تموينية من قبل أي تاجر أو بائع بغية بيعها بأسعار مخالفة للتعرفة التموينية يعتبر جريمة ونعتقد أن الحكومة ستعمل على منع الاحتكار منعاً مطلقاً.
asmaeel001@yahoo.com

اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 2-12-2019
الرقم: 17136

آخر الأخبار
10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات