بين الحين والآخر نتوقع كمتابعين أن هذه القضية العامة أو تلك في طريقها للمعالجة بعد زمن طويل من الانتظار الذي تجاوز السنوات العشر لبعض القضايا والعشرين لقضايا ثانية ونحو الربع أو النصف قرن لقضايا مزمنة جداً أخرى ..وتوقعاتنا هذه تأتي بناء على وعود حكومية نسمعها، واجتماعات وزارية نحضرها، وتصريحات مسؤولة ننشرها، وموازنات وخطط نعرضها ..لكن للأسف مع مضي الأيام والشهور والسنوات يتبين لنا أن حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر، وأن كل ماتوقعناه ذهب أدراج الرياح لأسباب ذاتية تتعلق بعدم جدارة الكثير من القائمين على جهاتنا العامة المعنية وعدم وجود آليات عمل ومتابعة جادة لديهم وغياب أي مبدأ من مبادئ القياس والتقويم والمساءلة والثواب والعقاب إضافة لضعف الإحساس بالمسؤولية لدى نسبة غير قليلة منهم!!
وأعتقد أن هذا الواقع غير المقبول أبداً لايقتصر على محافظة دون أخرى رغم اختلاف نسب التقصير والترهل والتأخير فيما بين المحافظات والمدن والبلدان والمؤسسات والشركات وفق مانقرأه ونسمعه ونشاهده في وسائل إعلامنا الوطنية المختلفة.. وضمن هذا الإطار نشير إلى عدة قضايا ومشاريع في محافظة طرطوس مازالت دون معالجة لتاريخه رغم مضي زمن طويل عليها، ورغم نشر عشرات المقالات الصحفية عنها، وقيام عشرات الجولات والاجتماعات الوزارية بخصوصها.
فحتى الآن لم تتم معالجة مشكلات المشاريع السياحية المتوقفة أو المتعثرة المبنية على أراض تعود للجهات العامة وبالتالي لم تنطلق كما يجب ولم تستفد الدولة منها شيئاً لابل خسرت المليارات جراء التأخير في إنجازها واستثمارها..وحتى الآن لم تعالج قضية منطقة شاليهات الأحلام ولا قضية مناطق المخالفات الجماعية ولا قضية الواجهة الشرقية بشكل نهائي..وحتى الآن لم تعالج قضية أبنية كليات جامعة طرطوس، ولا قضية محطة المعالجة الرئيسيّة ومحطات الضخ المرتبطة بها في مدينة طرطوس، ولا قضية سهل عكار..وحتى الآن لم نتعاقد على أي مشروع تنموي من المشاريع التي سبق أن أعلن عنها و..الخ
نكتفي بما تقدم ونأمل المعالجة وفق ذهنيات وآليات عمل ومتابعة جديدة وجادة بعيدة عن أي نوع من أنواع الخلل والفساد والترهل.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 5-12-2019
الرقم: 17139