ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
سواء أصدرت الخارجية الأميركية بياناً، حول جلسات لجنة مناقشة الدستور المنعقدة في جنيف في محاولة منها للتدخل في شؤون سورية الداخلية أم لم تصدر البيانات، فإن السوريين هم من سيكتبون دستورهم بأقلامهم وسيحددون مستقبلهم بأيديهم، وستذهب الأجندات الأميركية والصهيونية إلى أدراج النسيان، فما يخطط له المستعمرون لا قيمة له في قاموس الشعوب المقاومة.
رغم ذلك فإن إدارة ترامب الاستعمارية تأبى أن تتراجع عن سياسات التدخل العدوانية، ولا تريد أن تقر أنه لا يحق لها أن تدس أنفها فيما لا يعنيها.
لكن ما لا تدركه هذه الإدارة العدوانية أنه مهما حاولت أن تفرض أجنداتها المشبوهة فلن تستطيع أن تؤثر على عمل اللجنة وطبيعة حواراتها وحتى شكل ومضمون تلك الحوارات.
المفارقة الصارخة أن أميركا تحاول أن تدس أنفها في عمل لا علاقة لها به من قريب أو بعيد، وتريد أن ترسم دستور بلد آخر غير بلدها، وتخطط لشعب آخر غير شعبها.
والمفارقة الأكثر من صارخة أنها تتجاهل أيضاً أن دور المنظمة الدولية ممثلة بمبعوثها الخاص غير بيدرسون ينحصر في تسهيل مناقشات اللجنة وتيسير شؤونها فقط وليس التدخل في عملها.
مئات الشواهد والأدلة القاطعة حتى الآن تؤكد أن أميركا تريد إعادة الأمور إلى مربع الفوضى الأول، فهي وإن فشلت في الميدان فإنها تريد العودة من نافذة الدستور أو الاقتصاد أو أي بوابة تحقق لها أجنداتها المشبوهة.
السابق