الأمّهات … الأمّهات

 هل تساءَل أحدنا: من أنا؟ كيفَ أصبحتُ ما أنا عليه الآن؟ لمن أُدينُ بمعظم ما أصبحتُهُ اليوم؟ نعم لعلّنا فعلنا، ولعلَّ بعضنا قد وجَدَ الجوابَ الشافي.
في حكايةٍ شعبيّة قديمةٍ لأُمّةٍ تعيش بجوار البحرِ كانَ الشبّانُ يمرحونَ بَعدَ يومِ عملٍ شاقٍ في الزراعةِ وتربية المواشي فيشعلونَ موقداً عظيماً ويرقصون ويرمونَ سهامَ الحظ وكان ملك البحرِ الجبّار يُخرِجُ رأسَهُ من الماء ويراقبهم ضاحكاً واثقاً من أنّهم لن يتجرّؤوا على إطلاق سهامِهم باتجاهِ مملكته، لكنّ هذا ما يحدثُ فعلاً ذات يوم، فإذا بسيدِ البحرِ يهتاج ويُقْسِمُ أن يغرقَ الشبانَ جميعاً، فتفكِّرُ أمهاتهم بطريقةٍ ينقذنَهم بها، فلا يجدن إلّا التخلّي عن قوّتهن – وقد عُرِفِنَ بالجمالِ والقوّةِ والشباب الدائم – ولكنّ الأمرَ يجعلهنّ ضعيفات. ويقتربُ الشبّانُ من الشاطئ ويصمدون أمامَ أمواجِ ملك البحر الجبّار، فيفهم أنّ الأمهات وهبن قوّتهن لأبنائهن، فيصيحُ بهنّ أنّ الأمر لا ينفع عندما يصبحونَ في عرض البحر فقوّة سواعدهم لن تصمدَ أمام الأمواج هناك. وهنا تروي الحكايةُ أن بناتِ ملك البحر غير الجميلاتِ مِثْلِهِ يخرجنَ ويعرِضنَ على الأمهاتِ أن يقدّمن لأبنائهنَ نباتاتٍ وطحالب قويّة جداً من أعماقِ البحرِ، يصنعنَ منها أوتاراً تدَعمُ وتقوّي أذرعُ الشبانِ وتربطها بالمجاذيفِ بقوّة على أن تتنازلَ الأمهاتُ عن جمالهنّ لبناتِ ملك البحر، وتوافق الأمهات… وينجو الشبانُ من الغرق في عُرض البحر، لكنّهم وبدهاءِ الملك يتوهونَ فيه، ويَسْخَرُ سيد البحر من النسوةِ مؤكداً لهنَّ أنهنّ لن يَرين أبناءَهن بعد اليوم، فتعتصرُ المرارةُ قلوبهن ويتمنينَ لو تأخذ النجومُ بريقَ عيونهنَّ الجميلة فتزداد سطوعاً ويهتدي بضوئها الأبناءُ فيعودونَ إلى الشاطئ…
وتستجيبُ النجومُ لدعواتِ الأمّهات، ويرجعُ الشبّان إلى شاطئ بلادِهِم سالمين…
وُتخْتَتَمُ الحكايةُ الباهِرةُ بعبرةٍ تقول:
إن شباناً لهنَّ مثل تلكَ الأمهات لا يقهرونَ أبداً!!

د. ثائر زين الدين
التاريخ: الأحد 15-12-2019
الرقم: 17146

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة