من نبض الحدث.. الاستفزاز الكيماوي واعتداءات المرتزقة.. إسقاطٌ للتفاهمات أم تعجيلٌ للاستحقاقات؟

 

عملياتُ الرصد الأخيرة لنشاطات مُرتزقة النظامين التركي والأميركي في إدلب ومحيط مدينة حلب، سواء لجهة التحضير لاستفزاز كيماوي جديد يَستنهض مُخططات العدوان، أم لناحية تصعيد الاعتداءات التي تَستهدف المدنيين في أحياء حلب والمناطق المجاورة الأخرى، يبدو أنها ستُعجل بالاستحقاقات التي جرى تأجيلها عدة مرات إتاحة في المجال لتفعيل ما اتُفق عليه في سوتشي وأستنة من بعد تَسويف ومُماطلة ومُحاولات تَملص يُواصلها نظام اللص أردوغان.
تحضيرُ مسرح الاستفزاز الكيماوي الجديد، والاشتغالُ المُتواصل على الإعداد لاستثماره سياسياً وإعلامياً، إذا كان يَحمل من دلالات مُتعددة فإن أهمها: تلك التي تُشير إلى أن منظومة العدوان ما زالت تُقيم في مُربعات الوهم الأولى، لم تُغادرها، ولن تَفعل ما لم يتم طردها طرداً من كل المواقع التي تُتيح لها الاستغراق بالوهم والرّهان على مواصلة للعدوان من جانب، وتلك التي تَسمح لها باستمرار المُشاغلة والتعطيل للمُبادرات والحلول السياسية من الجانب الآخر!.
تصعيدُ اعتداءات مرتزقة واشنطن وأنقرة على خط مُواز لما تَقَدَّم – الاستفزاز الكيماوي – هي الوجه الآخر أو الشق الثاني مما يُرسم ويُخطط له مُجدداً، وهو بدوره إن دل على شيء فإنما يَدل على أن منظومة العدوان لا تكتفي بوهم الإقامة في مربعات الوهم الأولى بل تَستغرق بحالة الانفصال عن الواقع، ذلك أنها إذا كانت تتمسك بهذا النمط من التفكير القذر من بعد كل الحاصل، فإنها تُثبت بالدليل القاطع أن شيئاً لن يَجعلها تُقارب الواقع وتَعترف باستحقاقاته إلا صفعة قوية وزنها يُماثل وزن الدرس الطويل الذي تَلقته بحلب.
الاستفزازُ الكيماوي الجديد إذا ما أقدمت واشنطن ومُلحقاتها على السماح للمُرتزقة بتنفيذه وفَبركته من بعد الفضائح التي تَكشّفت في نيوزويك وديلي ميل وسواهما، فقد يكون أعظم من انتحار، ذلك أنه لن يَضع فقط منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على مَذبح، بل سيُعجل بكل الاستحقاقات المُؤجلة، وسيَضع حداً نهائياً لواشنطن في المنطقة ويُخرجها منها على نحو مُخالف لكل التوقعات والتقديرات الأميركية التي كانت دائماً خاطئة وكارثية.
وإذا كانت الاعتداءات الأخيرة التي تستهدف المدنيين في حلب والمناطق المُجاورة، تَنطلق من فَرضية أنه التصعيد الذي سيُقدم الإسناد لتَبعات الاستفزاز الكيماوي المُخططة، والذي قد يَستدرج الخصم لمُواجهة جرى الإعداد لها بغاية الاستثمار المُزدوج استهدافاً، سواء لناحية الهجوم أم لجهة محاولة التعويض، فإنها الاعتداءات التي قد تكون الأخيرة التي لن تُسقط فقط التفاهمات السابقة الخاصة بمنطقة خفض التصعيد ومُندرجاتها، وإنما ستَجعلها بحكم اللاغية، بمُقابل فرض مُعادلة جديدة لن تكون مُختصة بإدلب وحدها، بل ستمتد بمَفاعيلها إلى أبعد من التنف.
كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 18 – 12-2019
رقم العدد : 17149

 

 

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية