عام يلم أوراقه ويطوي صفحاته بما فيها وعليها، ولها، ومن الطبيعي أن يقف المرء وقفة متأمل مع ما تم إنجازه في ميادين شتى، وبالتأكيد يشغل السوريين الهم الوطني الذي لا يفارقهم لحظة واحدة، ويزداد كل ساعة رسوخاً وتجذراً، ولا سيما أن سورية غيرت العالم كله بما حققته في المواجهات الكبرى بمقارعة العدوان الإرهابي المستمر منذ ما يقارب التسع سنوات، ذاق خلالها السوريون وخبروا الكثير من ألوان وصنوف الضغط الممنهج من العدو الغادر، تنفذه أدوات تأتمر بما يملى عليها لتنفيذ المخطط التخريبي.
لكن ذلك كله لم يثنِ السوريين عن متابعة نضالهم في مختلف الميادين، واجهوا في الميدان العسكري وانتصروا، واستعادوا معظم الجغرافيا السورية التي كانت تحت سيطرة العصابات الإرهابية، ومع هذا النصر الذي أرق مشغلي العدوان، جددت مخابر وكواليس التآمر مخططاتهم العدوانية وانتقلوا إلى إخراج ما في الجعب من أوراق أخرى أعدوها لتكون البديل، فعمدوا إلى التدمير الممنهج للمقدرات السورية، وحين لم يجدِ ذلك نفعاً كان الحصار والتلاعب الاقتصادي الذي أظهروا من خلاله وحشيتهم وروحهم العدوانية التي لا يمكن للمتابع أن يصدق أنها ما زالت بين البشر في القرن الحادي والعشرين.
ناهيك عن استغلالهم المؤسسات الأممية لتكون محطة للاعتداء على الشعوب والنيل منها من خلال قرارات باطلة لتأخذ طابعاً قانونياً أو أممياً، وكل يوم تتوضح الصورة أكثر فأكثر، فمن كان يدعي حرصه على السلم والأمن العالميين، يظهر عارياً بما عمل عليه من تزييف للحقائق والدفع نحو المزيد من الكذب والافتراء.
عام يمضي ويعرف السوريون أن الدرب طويل وشاق، ولم يكونوا في يوم من الأيام يستسهلون دروب الغد، بل إنهم دائماً مشغولون بالعمل والإنجاز، وكل من زار سورية خلال هذا العام الذي يودعنا، أعلن صراحة أنها (سورية) أكثر أمناً وقدرة على الحياة من تلك البلدان التي تدعي أنها تعيش الرخاء، في سورية ثمة من يحمل البندقية ليخوض غمار معارك الشرف، ومن يعمل بحقله أو معمله، ومن هو في مدرسته، وجامعته، وبل ما يتطلب وجوده، نبض حياة فاعل ومستمر، والعين دائماً على نوافذ الأمل يصنعها أبناء سورية، فمهما كانت الصعوبات فثمة قدرة سورية خلاقة سوف تتجاوزها، وتستكمل البناء وتعزز النصر الذي تحقق في الميادين كافة.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 31 – 12-2019
رقم العدد : 17158