تعزف الخطوط العربية على قلوب متذوقيها في معرض جديد للفنان أحمد سوار الذي لم يكل عن نشر رسالته في متحف الخط العربي مضيفاً لفنه لوحات جدارية جديدة نسجها بخبرته وإبداعه ليصور من خلالها آفاقه الفنية ويعمق مهارته الفريدة ويحمّلها مضامين سامية بحسّ جماليّ هندسي ومتعة بصرية للمتلقي.
تحت عنوان «الحرف العربي… هوية وطن» افتتح الفنان معرضه الخامس للخط العربي برعاية المديرية العامة للآثار والمتاحف في متحف الخط العربي.
تاج الفنون
أكد الفنان أن فن الخط العربي هو تاج فنون الأرض قاطبة, فهو فن يحمل تاريخ وهوية أمة كانت ولاتزال من أقدم الأمم وأعرقها, فن يحمل هوية لغة الضاد ورونقها وجمالها ويقدمها في كؤوس من ذهب لأمم الأرض كافة, يبهرها بجماله وعبقريته التي وصل إليها أجدادنا في مجالات هذا الفن وبحوره التي لاتنضب روعة وحيوية وبهاء.
دخل الحرف العربي مراحل تطور عديدة حتى وصل إلينا كما نراه اليوم متنوعاً ومتألقاً بأبهى حلله منذ قطبة المحرر والمستعصمي وابن مقلة, فخرج مفهوم الخط العربي عن كونه حرفاً للقراءة فقط وأضحى لوحات ملونة مشكلة تحمل مع كتاباتها ألواناً وخلفيات وتعبيرات مختلفة تزيدها بهاء وروعة.
تجربة المعرض
يؤكد الفنان سوار أن المعرض ضم ثمانية وعشرين عملاً متوسطاً وصغير الحجم بآيات وعبارات وأشعار منوعة احتوتها تلك الأعمال ما أعطتني العزيمة للبحث في مكونات وعناصر اللوحة الناجحة التي تلفت أنظار مختلف الشرائح والأذواق للقيام بأعمال تكون أكثر دراسة وتكويناً غنياً.
ويتابع: تجربتي التي أقوم بها حسب الإمكانات المتواضعة من الورق والألوان البسيطة التي أستخدمها مستفيداً من كوني درست في جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة وكوني فناناً تشكيلياً و خطاطاً للحرف اليدوي فأنتجت بعض اللوحات المتواضعة التي سحرت الناس ببساطتها وهدوئها وصفائها ومنحتني الدافع الأكبر لأطور تجربتي نحو إنتاج أكثر تميّزاً ودراسة ومهنية أطرب بها المتلقين وأفيد بها أجيالنا القادمة وأزرع فيهم حب هذا الفن العظيم والخالد وأحفزهم على اتباع هذا النهج والسعي لتطويره مستفيدين من التقنيات والأدوات المعاصرة التي قد تفيد هذا الفن يوماً ما.
بداية المشوار
مشواري الأخير بدأ منذ حوالي أربع أو خمس سنوات بالتمرن والكتابة البسيطة لمختلف أنواع الخطوط ومنذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي برزت لي الرغبة في البحث والاطلاع فرحت أبحث في حناياه عن أعمال كبار الخطاطين واطلعت على باكورة نتاج أعمالهم وأدواتهم التي يستخدمونها.
أهمية المعارض
إن لمعارض الخط أهمية كبرى في تسليط الأضواء على تاريخ الخطاطين وعلى أعمالهم الهامة التي تغني وترفع التذوق العام لدى زوارها والمطلعين عليها كما تزرع فيهم حب هذا الفن العظيم والسعي لتعلمه والصبر والتأني في اكتساب خبرته التي لاتعد صعبة بمقدار عشق المرء لها, كما قد تجد اهتماماً لدى النشء الجديد كونهم في بداية مسيرتهم الحياتية,و تهدف للحفاظ على ديمومة الإرث الفني وحفظه وتوثيقه واستذكار رجالاته الماضين والحاضرين.
مواقع التواصل
منذ ظهور المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعية والميديا بأنواعها بدأت أهتم بالخوض في ميادين المعرفة والتعلم والبحث والتوثيق حيث أنشأت في حاسوبي الخاص الملفات والمجلدات التي تضم أوسع الكتب والمراجع والكراسات التي تخص الخط وفنونه.
كما يضم مكتبة ضخمة جداً وأرشيفاً واسعاً لأعمال كبار الخطاطين ولشتى أنواع الخطوط, إضافة إلى فيديوهات منوعة تخص تعليم الكتابة وشرح أسسها وقواعدها, و البرامج والمعارض والمنتديات المختلفة, ناهيك عن صناعة الورق والأحبار والأقلام والألوان وغيرها.
كما أنشأت مكتبة ضخمة من الكتابات والأعمال الجاهزة التي تساعد أصحاب المهن والاختصاصات المختلفة في أعمالهم وخصوصاً في المجالات الإعلانية والطباعية والفنية المنوعة.
ختم سوار بالقول:
كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول التركيز على إعادة الاهتمام بمادة تعليم الكتابة وتحسين الخط وخاصة في المراحل الأولى من التعليم الأساسي لإعادة إحياء أصول الخط العربي والتأكيد على هويته بعد أن وصل إلى مستويات متدنية جداً من الإهمال وخاصة لدى الجيل الجديد الذي ابتعد عن الكتابة باليد واستخدام القلم واستخدام النظر واللمس فقط دون تفكر وتملٍ في أشكال الحروف ورسومها التي تخصب الخيال وتزيد الاستمتاع والاثارة في النصوص والكتابات شتى…
نوار حيدر
التاريخ: الأربعاء 1- 1 -2020
رقم العدد : 17159