«حكايتي»..قـــــــراءات مـــــــــــــن شــــــــــــــرفات التســــــــــــعين..

 لا أجمل من حكايا، تُروى بلسان العارفين من أين يبدأ الكلام.. ذاك الذي لا تنتهي مفرداته الراقية والباقية، إن كان من يسرده متمكّناً من استدعاء ما استدعته الإعلامية اللبنانية «رابعة الزيات» إلى «حكايتي» وبصوتِ الشاعر والمفكر العالمي «أدونيس».. الصوتُ الذي كان رائياً وقارئاً للكثير من القضايا الشائكة التي سُئلَ عنها، والذي كان كعادته، جريئاً ومشاكساً وعميقاً في تناولها.
هذا ما استدعته «الزيات» عبر تلفزيون «لنا بلاس» وفي برنامج وفّقت في اختيارِ ما جعل آخر حلقاته لهذا العام، تتوَّج باستضافة هذا الشاعر الذي تقصّدت وفي زمن الجهل والطائفية الدموية، أن تعرّف من لم يعرفه بأنه بالنسبة للعالم والتاريخ والإنسانية:
«اسمٌ مفرد بصيغة الجمع، يترامى على أطراف المدن فيشكّل اسماً يبحث عنه التاريخ لاستكمال تدوينه.. شاعرٌ، جال بين ثابتٍ ومتحوّل. سكن أغنيات المهيار الدمشقي. كتبته بيروت على ورقٍ من شعرٍ ومواقف.. رأته سوريا مرآة سلام في زمنِ الرماد المكتوب على جمر.. الشاعر الذي أضاء قناديل غرناطة، وحفّز الأعمى على التنبؤ.
«أدونيس» وحكاية عمر سوف تبدأ من شرفات التسعين، بكلامٍ مشى على روح الأولين..».
هكذا عرّفت به، مختصرة بهذا التعريف، ماتناولته في «حكايتي» من القضايا والآراء التي بحثتها مع «أدونيس».. القضايا التي وإن اعتبرت آراؤه فيها وأجوبته عليها ستستفزُّ كُثر من المتابعين، إلا أنه لم يعتبرها آراء أو أجوبة أو انتقادات، بل «قراءات، أحترم آراء من يرفضها، لأن ما هو ضدّك جزء من فكرك».
إنها القراءات التي قدمها في حوارٍ انتقل فيه من مدى فضاءِ حديقة منزله في بيروت، إلى مكتبته الأشبه بمتحفٍ هو عالمه الذي لا يفنى ولا يموت.. أيضاً، التي كانت عيون الضوءِ لدى شاعرٍ، اتَسع كبيئته واخضرَّ كعطاءِ أسرته.. شاعرٌ، عشقَ قصائده فوهبها نبضه يُجدد حياتها. الحياة التي لا تشيخ لأنه مفرداتُ أبياتها:
«مُذ ولدت وأنا شاب، والآن بعد التسعين، أعيش في طفولتي. والدي صورة لا تغيب، ووالدتي، جسمٌ من طبيعة.. ينبوعٌ أو شجرة..».
أيضاً، هي قراءات ثرية كـ «الشعر ثروة العرب الأولى». الثروة التي كانت جائزته، في عالمٍ استحقَّ كلمته: «لا تهمني الجوائز، ما يهمني كيف أقدم شيئاً مختلفاً».
نعم، هكذا كانت قراءته.. جريئة، مشاكسة، صادمة، عميقة، واعية وداعية: «يجب أن نخرج من القبيلة» وهي دعوته.
باختصار «حكايتي» برنامج حواري تمكّن وبما تناوله، من جذب حتى المشاهدين الرافضين لقراءات هذا الشاعر العلماني.. «أدونيس» المثير للجدل في بحثهِ بكلِّ ما يتعلق بالحياة والموت والفكر والثقافة والدين والمجتمعات والأفراد والأنظمة والسياسة والمدن وغير ذلك مما أبدى فيه موقفه كشاعرٍ ومفكرٍ عالمي.
الدين «يجب أن يكون فردياً لا قاعدة للعمل السياسي» والمجتمعات «تقيّم الإنسان طائفياً لا ثقافياً أو فكرياً».. أيضاً، الأفراد «متفوقون بعيداً عن المجتمعات والأنظمة السياسية» والثقافة «ليست ثقافة، بل ركام معلومات مكررة إلى ما لانهاية»..
سوريا، بيروت، باريس، مدنٌ تتجدَّد في كلِّ واحدة منهما ولادته.. سوريا مسقط رأسه، وبيروت مسقط قلبه، وباريس فضاء شعره.. الشعر الذي ختم البرنامج بقراءةٍ منه، مؤكداً ما استشعرناه بداية اللقاء وكلمته:
«أعتبر نفسي لم أولد بعد، وكلُّ ما كتبتهُ أعدّه تمريناً لأشياءٍ أحلم أن أحقِّقها.. المهمُ كيف نخلق مصيرنا..»..

هفاف ميهوب
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162

 

 

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً