أنامل تبدع في معرض منتجات المرأة الريفية بريف دمشق

الثورة – ميساء سليمان:

معرض المرأة الريفية السورية الذي أقيم بإشراف دائرة قدسيا والوحدة الإرشادية في جديدة الوادي، يشكل فرصة لتسليط الضوء على إبداعات وإنجازات نساء ريف دمشق، إذ يجمع بين الابتكار والمهارة ويتيح لهن عرض وبيع منتجاتهن اليدوية والزراعية التي تعكس غنى التراث والأصالة الريفية.

ويتضمن المعرض عروضاً موسعة تشمل الصناعات اليدوية والغذائية المتميزة، ما يوفر للزوار فرصة لاكتشاف كنوز المنطقة من محاصيل ومشغولات فريدة.

ويهدف المعرض إلى دعم التمكين الاقتصادي للمرأة عبر تسويق منتجاتها مباشرةً وتحسين أوضاعها المعيشية، إلى جانب تعزيز الثقة بالمنتجات الريفية ودعم المشاريع الصغيرة وخلق فرص دخل إضافية، ويمثل المعرض جزءاً من استراتيجية مديرية الزراعة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز مشاركة المرأة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، بوصفها محركاً رئيسياً للتنمية المجتمعية.

فرصة حقيقية

مدير الإرشاد والتعليم الزراعي والتنمية الريفية بوزارة الزراعة الدكتور ربيع الحسن أكد لـ”الثورة” أن هذا المعرض يعد فرصة حقيقية للتعريف بمشاريع وإنجازات لأمهاتنا وبناتنا، تتجسد فيها روح الإبداع والإتقان بالعمل، ونظراً لطبيعة القرية السياحية، فقد انعكس ذلك على اهتمام السيدات والفتيات المشاركات بالمعرض بالمشاريع اليدوية المتنوعة بشكل خاص إلى جانب مشاريع التصنيع الغذائي.

وقال: شارك بالمعرض 30 سيدة بمشاريع مختلفة، تنوعت هذه المشاريع ما بين (إعادة تدوير- خياطة- تطريز- فن المكرمية – الكروشية- الرسم على الخزف- النحت بالطين- الحفر على الخشب- صناعة الإكسسوارات- صناعة الشموع- صناعة الشوكولاته- الكريمات والمنتجات التجميلية والمقطرات الطبيعية- مجسمات الكوكتيل- الجبسين- قطع الريزن.. إلخ). وتميز المعرض بوجود مشاريع نوعية غير مألوفة تستحق الاهتمام وتسليط الضوء عليها لما لها من أهمية بيئية واجتماعية، مثل مشروع إعادة تدوير أكياس النايلون الملونة من خلال قصها وتحويلها لأشرطة رفيعة ومن ثم إعادة نسجها لتصبح قطعاً فنية من خامات غير مألوفة.

السيدات المشاركات عبّرن لـ”الثورة” عن أهمية هذا المعرض كخطوة عملية لاحتضان جهودهن وبداية لدعم مشاريعهن بشكل حقيقي ومدروس ينعكس إيجاباً على التسويق لهذه المنتجات وزيادة مستوى الدخل مما ينسجم بشكل رئيسي في استقرار الحياة الأسرية.

ومن خلال الحديث مع السيدات صاحبات المشاريع تم طرح أفكار من صلب واقعهن واحتياجاتهن لدعم هذه المشاريع وتوسيعها وتسويق منتجاتها.

ومن الجدير بالذكر أن كل سيدة مشاركة بالمعرض تعد قصة نجاح حقيقية تحدت الظروف والصعوبات وأصرت على إحياء الأمل بتأمين حياة كريمة لها ولأسرتها بمهارات شخصية وإمكانات بسيطة وهمّة لا تعرف المستحيل.

جودة المنتج الريفي

ولفت رئيس دائرة زراعة قدسيا المهندس كنان بروت إلى أن افتتاح المعرض يأتي في إطار دعم وتمكين دور المرأة الريفية، موضحاً أن المعرض يستمر لمدة ثلاثة أيام من الثلاثاء 7 تشرين الأول حتى الخميس، من الساعة 10 صباحاً حتى 6 مساءً، في صالة الجامع الكبير في جديدة الوادي.

وبيّن أن المعرض يتضمن عرض منتجات المرأة الريفية ومشاريع النساء الريفيات بأنواعها المختلفة، مثل الصناعات اليدوية، الصناعات الغذائية، الصناعات التجميلية، صناعة المنظفات، الكونكريت، الشموع، والحقائب وغيرها.

وأشار م. بروت إلى أن الهدف من المعرض يتمثل في إعطاء الفرصة للنساء الريفيات لعرض منتجاتهن بما يسهم في تسهيل التسويق وتحسين الوضع المعيشي، وإبراز جودة المنتج الريفي كمنتج وطني منافس، ودعم المشاريع الصغيرة وخلق فرص دخل إضافية أو بديلة.

قصص نجاح حية

عدد من النساء المشاركات أكدن أن هذا المعرض شكل منصة مهمة لعرض منتجاتهن وتسويق أعمالهن، وقالت إلهام زيدان من دائرة زراعة قدسيا: “عملي عبارة عن زراعة الصباريات وبعض الورود، وصناعة الشمع المعطر، وصناعة الصابون المعطر، وصناعة الريزن”.

وئام خلف، مهجرة تسكن في أشرفية الوادي، أوضحت أنها تشارك في صناعة الحلويات بكل أنواعها والمونة البيتية، وتلبي جميع الطلبات الخارجية للمناسبات مثل أعياد الميلاد، والعزائم لمساعدة زوجها في مصروف البيت والأولاد.

سوزان حيدر تقول: “أعمل أنا وابنتي في صناعة الإكسسوارات والأعمال اليدوية مثل المسابح وإكسسوارات الصبايا حسب الطلب، ونعرض منتجاتنا على صفحة خاصة لنا”.

مريم علي صوفان من الزبداني تقول: “بعد عودتي إلى بلدي بعد غياب 14 سنة، رغبت في تحسين وضعي المعيشي من خلال مهاراتي في التطريز وصناعة الورود وحياكة الصوف، وأشارك في المعارض لتسويق منتجاتي، وأواجه تحديات مثل ارتفاع تكلفة المواد الأولية، وأسعى لدعم وتمويل مشروعي لتطوير عملي الحرفي وتمكين سيدات أخريات.

رانيا خباز، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال مهجرة من جوبر، تسكن في جديدة الشيباني، تقول: “مشاركتي كانت في الأعمال اليدوية وإعادة التدوير، وهو عمل وهواية في الوقت نفسه”.

والتقت “الثورة” بعدد من زوار المعرض، وقالت ميس العلي زائرة من دمشق: “المعرض فاق توقعاتي، فقد رأيت أعمالاً رائعة تُظهر مهارة وإبداع المرأة الريفية، وأنا سعيدة بدعم هذا الجهد وشراء بعض المنتجات”.

تراث وإبداع متجدد

شكل معرض المرأة الريفية في ريف دمشق منصة حقيقية لإبراز مهارات وإبداع المرأة الريفية، ودعم تمكينها الاقتصادي والاجتماعي، كما منح الزوار فرصة للاطلاع على تنوع التراث والمنتجات المحلية الفريدة.

إن هذه المبادرة تؤكد أن المرأة الريفية عنصر فاعل وأساسي في التنمية المجتمعية، وأن إبداعاتها تستحق كل تقدير وتشجيع، لتكون قصة نجاح وطنية تتجسد في كل منتج وكل مشروع صغير.

آخر الأخبار
مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك