الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
إذا كانت الشهرة – حسب ماريا كوريللي – يمكن إحرازها بمنتهى السهولة، والمجد هو صوت الجمهور المتحضر في العالم، فأين يمكننا أن نجد صوت هذا الجمهور؟
يبدو السؤال سهلاً للغاية، ويمكن الإجابة عليه، ولكن إذا نظرنا في عالم النشر بتدقيق بسيط، سنرى أن الجمهور هو آخر من يمكن أن يهتم به الناشر؛ حيث تبدو الكتب التي تحقق مبيعاً خالية من أي معنى أو قيمة: إنها كتب تبيع من وراء شهرة أصحابها، وليس من خلال المجد الذي صنعوه.
ويعني هذا أن الناشرين لا يأبهون لترويج الفن الراقي لدى الجمهور، بل يهرعون وراء الربح المادي فقط، وهو أمر ينذر بكارثة ترويج الثقافة الجيدة. أما الجمهور، فهو نتاج هذا التخلي من قبل الناشرين عن دورهم الطيب والتنويري، وبذلك فهم ضحية للتزوير والتغرير بهم. بينما القارئ المتحضر والناقد، سيكون خارج معادلة الخراب، ولكنه يبقى وحيداً في عزلة شبه تامة.
في عالمنا العربي، قليلة هي دور النشر التي تدرك خطورة التلاعب بعقل الجمهور، وحرفه إلى الجهة التي تريدها. وهذه الدور الجادة في تناقص مستمر، لأنها لا تقدم الكتب الرديئة، التي يتسنم أصحابها سدة المبيعات، رغم تفاهة ما يكتبون.
نحن في مأزق حقيقي، سيدفع ثمنه الجيل الجديد، الذي لا يدرك إلى الآن ما هي الثقافة البناءة والحقيقية، تلك الثقافة التي تسعى إلى رقي الإنسان وليس إلى سرقته وتهميشه.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء7-1-2020
رقم العدد : 981