أسطوانة الإرهاب

   كما كان متوقعاً من جانب أردوغان نرى صيرورة الأحداث، فهو اعتاد أن يوقع اتفاقيات لا يلبث أن ينقلب عليها وينكث بمضمونها مستفيداً من الظروف والمتغيرات الميدانية والإقليمية والدولية على السواء فقبل نحو أسبوع دخلت الهدنة حيز التنفيذ لكنه أصدر تعليماته للمجموعات الإرهابية المسلحة التي يقودها مباشرة بالعمل على تخريب تلك الهدنة وخرقها في أكثر من موقع، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على المواطنين الراغبين في الخروج من محافظة إدلب وتهديدهم وإقامة السواتر على الطرقات الفرعية ومحاولة قطع الطرق الرئيسية الواصلة إلى معابر الحاضر والهبيط  وأبو الضهور،  ما يؤكد للقاصي والداني أن أردوغان لم يتراجع عن سياسته العدوانية، وأن الاتفاقات واللقاءات مجرد محاولة للعب على عامل الوقت سعياً منه لتنفيذ أطماع وتحقيق أعوانه في السيطرة على الأرض والمقدرات والثروات السورية، باعتبار أن سورية تدرك هذه الحقائق، وباعتبارها تمتلك رؤية واضحة وسليمة لطبيعة الصراع مع أردوغان، فهي تتابع دورها في التصدي لهذا الغزو والاعتداء، وجيشها العربي السوري الباسل يتابع مهمته المقدسة في ملاحقة الإرهابيين في غربي حلب وجنوب إدلب.
في الوقت الذي يرد فيه بقوة على  جميع الخروقات والانتهاكات التي تنفذها مجموعات العدوان الشيطاني الإرهابية، من دون الالتفات لتحركات أردوغان ومجموعاته الإرهابية، محققاً المزيد من الانتصارات والإنجازات التي اعتاد عليها وهو سيستمر فيها إلى تحقيق الهدف الأكبر في استعادة كامل الأراضي السورية وتطهيرها من رجس الإرهاب وطرد كل القوات الأجنبية الغازية سواء كانت أميركية أم تركية أو فرنسية أو بلجيكية أو بريطانية أو غيرها من قوات غربية استعمارية.
وفي ظل حالة التعقيد في المشهد السوري يحاول أردوغان الاستفادة من الوضع المتأزم في ليبيا، فبعد إرسال قرابة الألفي إرهابي إلى طرابلس يبدأ مرحلة أوسع من العدوان الإقليمي بعد توقيع اتفاقية إذعان مع السراج ليستفيد من ثروات ليبيا النفطية والغازية، وهو هنا يستغل الصراع الداخلي في البلاد رغم معارضة كل من اليونان وإيطاليا وفرنسا ومصر، وهنا يعتقد أنه من خلال مؤتمر برلين الحالي الاستفادة من التناقضات الدولية لتنفيذ مشروعه العثماني البغيض وتبقى الحقيقة المؤكدة أن سعي أردوغان هذا سيفشل على صخرة الصمود السوري، كما سقطت كل مخططاته السابقة.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 20-1-2020
الرقم: 17172

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها